عادت الشائعات لتفعل فعلتها مجددا، حيث روج ناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي، أمس، خبرا نال حظا وفيرا من التعليقات و”التعازي” وجاء فيه ”الفنانة فريدة صابونجي في ذمة الله”· واجتهد مروجو هذا الخبر الزائف في ”تزيين الكذبة” بالشكل الذي لا تبدو فيه كذبة، وصاروا يذكّرون بمسار الفنانة الجزائرية ويؤكدون أن ”الفاجعة خسارة كبيرة للدراما الجزائرية”· ورغم أن خيوط الكذبة كانت واضحة جدا، إلا أننا اتصلنا بالفنانة لنسألها عن مشاريعها الجديدة دون أن نذكر سيرة الوفاة فاستقبلتنا بصوتها ”الطيب” لتقول ”أنا حية أرزق وأنفي موتي”، مضيفة أنها تنتظر مشروع عمل يليق بمسيرتها الفنية حتى تقدمه للعائلات الجزائرية في شهر رمضان المقبل· وبينما تمنى العديد من محبي الفنانة الصحة والعافية وطول العمر لفريدة صابونجي، أثار خبر وفاتها الزائف استياء نشطاء كثر عبر ”الفيسبوك” ومنهم فنانون ومعجبون، حيث لم يجدوا، وفق تعليقاتهم، مبررا لتلك الشائعات التي وضعت حدا لحياة زملائهم وهم لا يزالون أحياء يرزقون· وطالت مثل هذه الشائعات نجم ”الكوميديا” الجزائرية عثمان عريوات الذي تفاجأ هو الآخر بخبر وفاته· كما رُوّج مؤخرا خبر وفاة ”الشابة خيرة” في باريس·
وإن كانت مثل هذه الأخبار حديثة العهد في الجزائر، إلا أنها ذات ”تاريخ طويل وعريق” في المشرق العربي”، حيث راجت في الأسابيع الماضية أخبار نالت نصيبا واسعا من الانتشار، وجاء فيها أن الفنان ”الزعيم” عادل إمام انتقل إلى جوار ربه بعد مسيرة حافلة من العطاء في السينما والمسرح العربي· وأثار هذا الأمر ضجة كبيرة في الوسط الفني المصري، مما دفع ب”الواد سيد الشغال” إلى الخروج في شهر ديسمبر الماضي لتكذيب شائعة وفاته و”إثبات أنه حي”، وقال حينها إنه لا يعرف لصالح من نشرت تلك الأخبار·
ومن جانبه، كان للفنان ”الكوميدي” ياسر العظمة بطل السلسلة الشهيرة ”مرايا” نصيب من تلك الشائعات التي لم يسلم منها أيضا، بالإضافة إلى الفنان المصري سمير غانم واللبناني وديع الصافي ومواطنته ”صباح” الشهيرة ب”الشحرورة”، والسوري جورج وسوف الذي تعرض مؤخرا لأزمة صحية شديدة صاحبها انتشار شائعة وفاته·
من ناحية أخرى، تطرح مثل هذه الشائعات الكثير من الأسئلة من طرف هؤلاء الفنانين الضحايا، أهمها ”لمصلحة من يقتل الفنان وهو لا يزال حيا؟”، فإذا كان الأمر بالنظر إلى أعمارهم التي تقدمت، فإن فنانات شابات لم يسلمن من شائعة الوفاة على غرار الفنانة السورية تاج حيدر التي قرأت خبر وفاتها بأم عينيها· وإن كان بسبب غياب أغلبهم عن الساحة الفنية لقلة الأعمال التي تناسب أعمارهم أو بسبب مرض بعضهم، فإن فنان الأغنية الصحراوية الجزائرية خليفي أحمد الذي لا يزال حيا والكثير يعتقد بموته·