قالت مصادر طبية أمس، إن 103 جنود على الأقل قتلوا في هجومين استهدفا مواقع للجيش اليمني بمنطقة الكود بمحافظة أبين الجنوبية تلتهما اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش ومقاتلين على صلة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقال مسؤول طبي بالمستشفى العسكري بعدن في تصريحات لوكالة الأنباءالفرنسية “حصيلة القتلى ارتفعت إلى 103 جنود بعد وفاة عدة عسكريين متأثرين بجروحهم”. وفجر مسلحون من جماعة “أنصار الشريعة” عربتين محملتين بالمتفجرات عند موقعين عسكريين خارج مدينة زنجبار بجنوب البلاد في وقت مبكر من صباح أمس الأحد، ثم هاجموا الموقعين عقب التفجيرين وأسروا عددا من الجنود. وقال مسؤول عسكري طالبا عدم كشف هويته إن 25 مسلحا قتلوا أيضا بهذه المعارك التي جرت بمنطقة الكود. وأوضح مسؤول بالمستشفى العسكري في عدن إن طاقم المؤسسة أرهق بسبب عدد الجرحى، وقال “اضطررنا لاستخدام المكاتب وقاعات الانتظار لمعالجتهم”. وكانت مصادر عسكرية وطبية أفادت أمس بمقتل ثلاثين جنديا و12 متمردا بهذا الهجوم، مشيرة إلى أن الحصيلة قد ترتفع. وأوضح ضابط بالجيش أن جنود ثكنة الكود “فوجئوا” بهجوم “أنصار الشريعة” وهي جماعة تؤكد ارتباطها بتنظيم القاعدة وتسيطر منذ ماي الماضي على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين. واتهم ضباط وجنود نجوا من الهجوم عسكريين موالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بالتواطؤ مع مسلحي القاعدة. وقال أحد هؤلاء الجنود “إنها مؤامرة، هوجمنا من الوراء مع تواطؤ قسم من الحرس الجمهوري الذين سلموا أسلحتهم وسياراتهم إلى المهاجمين”. وتكاثرت الهجمات على عناصر قوات الأمن والجيش التي تنسب غالبا إلى القاعدة في جنوبي وجنوبي شرقي اليمن حيث يتمركز التنظيم. وفي ال 25 فيفري الماضي وقع الهجوم الأكثر دموية الذي أدى إلى مقتل 25 جنديا من الحرس الجمهوري بمدينة المكلا. من ناحية أخرى، استغل المسلحون ضعف السلطة المركزية في صنعاء بسبب الحركة الاحتجاجية ضد صالح لتعزيز وجودهم في جنوبي وشرقي البلاد. وتعد الهجمات على ثكنة الكود الأحدث منذ تولي الرئيس عبد ربه منصور هادي مهام منصبه الشهر الماضي، وهي تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها هادي بينما يحاول إعادة الاستقرار إلى اليمن بعد الاحتجاجات المناهضة لسلفه والتي استغرقت عاما.