صاحب مقولة أخطأت في المجتمع يفاجئ مندوبي المؤتمر الرابع الحزب بحاجة إلى جيل جديد من القيادات أعلن رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الأرسديسعيد سعدي، أمس، التنحي عن رئاسة الحزب بعد 23 سنة على تأسيسه كأول الأحزاب في عهد التعددية السياسية في الجزائر. وجاء قرار سعدي في افتتاح اليوم الأول للمؤتمر الرابع للحزب بالقاعة البيضاوية بمركب 5 جويلية بالعاصمة، مفاجئا لمناضلي الحزب ،تحت التصفيقات تارة على الكلمة التي ألقاها بحزن شديد، وبالدموع تارة أخرى من أجل العدول عن قراره، حيث رد عليهم قائلا لقد قررت التنحي بقناعة وبضمير مرتاح عن رئاسة الحزب وبثقة في مستقبل الحزبقال سعدي في كلمته أمام 200 مناضل من المؤتمرين إنه سيبقى مناضلا وفيا لمبادئ الحزب الذي كان من أوائل مؤسسيهسنة 1989، مضيفا أنه يتعين على المؤتمرين انتخاب قيادة جديدة للحزب وقد برر قراره بأن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية لديه كفاءات وإطارات، تاركا الفرصة للشباب للعمل في المواعيد السياسية المقبلة. وأوضح سعدي أن الجزائر اليوم بحاجة إلى جيل جديد من القيادات في هذاالمرحلة الحساسة من تاريخها، مشيرا إلى أن قرار التنحي عن رئاسة الحزب جاء بعد تفكير عميق وبثقة في الأجيال الصاعدة. من جهة أخرى يعتبر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية من الأحزاب التي خاضت معركةضد الأحزاب الإسلامية، وفي المقابلقاد الدكتور في طب الأمراض العقلية، سعيد سعدي، الكثير من الحملات في تيار المعارضة الشرسة في الجزائر حيث كان الأكثر مقاطعة للانتخابات آخرها إعلان حزبه مقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة المزمع إجراؤها في العاشر من ماي القادم وعلى الصعيد التنظيمي فإن بيت الأرسدي عرف نيراناملتهبة، إذشهد الحزب نزيفا حادا لكوادره بسبب انفراد سعدي بقراراته، مما تسبب في تهريب العشرات من المناضلين السابقين في الحزبالذين حاولوا السنة الماضية تأسيس تنظيم سياسي جديد يضم المنشقين عن الحزب.. لقد أسس سعيد سعدي واحدة من أولى رابطات حقوق الإنسان في الجزائر وسبق أن دخل السجن مدة ثلاث سنوات وكان مناضلا في الحركة الثقافية البربرية وفي جبهة القوى الاشتراكية الأفافاس قبل أن ينشق عنها ليؤسس الأرسيدي، وسبق له أن شارك في الانتخابات التشريعية سنة 1990 وفشل في الحصول على نسبة مرضية، وقال وقتها مقولته الشهيرة لقد أخطأت في المجتمع الجزائري...كما شارك في الحكومةسنة 1999 مما أدى إلى انشقاق عدد من مناضلي حزبه لينسحب من الحكومة عام 2002 في أعقاب أحداث منطقة القبائل إثر مقتل الشاب ماسينسيا ڤرماح لكن إعلان سعيد سعدي التنحي عن رئاسة الحزب أمس يطرح عدة قراءات خصوصا في هذا الظرف بالذات والجزائر تعرف حراكا سياسيا تحضيرا لإجراء الانتخابات التشريعية، كما يطرح أيضا ما يشبه المناورة المدروسة من سعيد سعدي..لدفع مناضليه إلى مطالبته بالعدول عن قراره في ظل الظروف السياسية الراهنة وبذلك سيقوى عوده وستكون كلمته هي العليا. تشير بعض المعطيات التي جمعتها “البلاد” إلى أن الدكتور سعدي يعاني من متاعب صحية دفعته لإعلان قراره في المؤتمر الرابع مما يعطي إشارة إلى أنه وصل إلى حد التخلي عن منصب صنع القرار في الحزب.