في ضربة حظ نادرة الوقوع إلا إذا ما تعلق «الوقع» بمناسبة أو ضرورة ما، عاشت باريس، حيث كاميرات المراقبة الرسمية الظاهرة منها والمستترة يفوق تعدادها عدد الباريسيين و«المتباريسيين» الفارين باتجاه حرية لم تعد تحمل من الإخاء والمساواة إلا لون المناسبات والمواعيد الانتخابية، في تلك الضربة وذلك الحظ الوفير، تمكن المرشح الأوفر حظا و«حقا» بالبقاء على عرش الإيليزيه، من إسقاط عصفورين بطلقة واحدة، وذلك بعدما وفرت معزوفة «قاعدة» بن لادن، لساركوزي فرنسا فرصته لكي يتجدد في كرسيه بعد أن كادت أزمة الأورو والإفلاس الاقتصادي يقطفان رأسه.. القاتل المتسلسل المدعو «مراح» الذي لقى قبل يوم أمس مصرعه في باريس بأيدي الشرطة بعدما صنع حديث قتله لأطفال يهود رفقة معلمهم بمبرر تحرير القدس (؟؟) والثأر لأطفال غزة (؟؟)، ذلك القتيل وبسذاجة جهاده «البائس»، حصد لساركوزي المترشح، ما لم يحلم بجنيه ذلك الساركوزي ولو أنفق كل ما تقاضاه من تركة ليبيا النفطية في تأليف قلوب ضاقت بعربدته الخارجية، فالمراهق المجاهد، مكّن في لحظة «طيش» سنيمائي رجل فرنسا القادم من وضع أصوات اليهود وأصوات المسلمين في سلة «انتخاب» واحدة.. فالمسلمون الذين داعبهم منافس نفسه ب«الإيليزيه»، استفادوا من براءة أقرها رئيس فرنسا المرشح بعد أن شهد لهم وللإسلام أنهم براء من دم أطفال اليهود، واليهود الذين تعاطف مع مصابهم الجلل ساركوزي فعال وفاعل، في حالة الضرورة اليهودية، رضوا عن مرشحهم بعدما قضى في أقل من 24 ساعة على خطر فتك بأطفالهم، والنتيجة كما نرى أن اليهود والمسلمين يصوتون لساركوزي واحد، فهل هناك غرابة أكبر من طلقة يتيمة تسقط عصفورين بحجر وآن و«حظ» واحد؟