تبقى حوالي 500 عائلة تقطن بالفضاءات الريفية ببلدية عين الباردة في عنابة، من الظلام والعزلة وندرة نقاط المياه خاصة الموجهة لسقي المواشي، إضافة إلى تردي وضعية السكنات التي يقطنون بها والمبنية بالطين والحجارة. وتفيد مصالح البلدية أن التكفّل ببعض هذه الانشغالات مدرج ضمن البرنامج التكميلي لسنة 2009. وعبر العديد من سكان الفضاءات الريفية المحيطة ببلدية عين الباردة سواء بمنطقة الحريشة أو عين الصيد أو الحروشي، في صرختهم للسلطات عبر «البلاد»، عن تذمرهم من تردي أوضاعهم المعيشية جراء انعدام المرافق الضرورية للحياة بمناطقهم؛ حيث لا يزالون محرومين من خدمات الكهرباء ويستعملون الوسائل التقليدية من شمع وقارورات غاز البوتان لتوفير الإنارة. ويصل عدد العائلات التي تعاني من الظلام إلى حوالي 500 عائلة، حسب مصادر محلية، إضافة إلى تردي وضعية المسالك التي تربطهم بالمدينة على غرار ما يحدث بقرية الحروشي؛ حيث يضطرون للتنقل إليها مشيا ولمسافات طويلة أو على ظهر الدواب لقضاء حاجياتهم؛ إذ نادرا ما يحصلون على وسيلة نقل خاصة في فصل الشتاء الذي تنقطع فيه كل المسالك بسبب الأمطار والثلوج ويحتاجون هم فيه لتوفير الأعلاف لماشيتهم وقارورات الغاز والمواد الغذائية لعائلاتهم فيما ينتشر الغبار صيفا. كما يسجل هؤلاء انعدام نقاط الماء بالعديد من المناطق، خاصة الآبار الرعوية؛ إذ تضطر البلدية في فصل الحرارة لتسخير صهاريج لنقل الماء إليهم، لكنها لم تستطع تغطية كل احتياجات السكان الذين يجبر الكثير منهم على تأجير صهاريج لتوفير الماء لأسرهم وماشيتهم. ومما عمق من معاناة سكان المناطق الريفية، تردي وضعية سكناتهم المبنية بالطين والحجارة بسبب عوامل الطبيعة وقدمها، حيث اشتكى البعض منهم تعرض سكناتهم للتصدّع. ولايزال المستفيدون من حصة 200 إعانة للبناء الريفي ينتظرون الإفراج عنها منذ أزيد من سنتين؛ مما قد يساهم في تخفيف المعاناة.