لم تقدم الطبقة السياسية الكثير من الحلول العملية للمشاكل الجوهرية المطروحة أمام الجزائريين، فكل ما سمعناه مجرد شكاوى هي أقرب إلى بيانات التنديد بالسلطة وتسلّطها، ليس فيها ما يمكن أن يشكّل حلا حقيقيا للأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. الحلول التي فشلت في وضعها السلطة للمشاكل المطروحة منذ سنوات، لم تنجح الأحزاب في تقديمها بالشكل المطلوب للرأي العام، وعندما لا يلمس المواطن صدقا في خطاب تلك الأحزاب فإنه سيلجأ إلى خيار العزوف وتجاهل العملية الانتخابية برمتها. ومن مفارقات الطبقة السياسية عندنا أن يلجأ مترشحو أحزاب الحكم والسلطة إلى تلميع واقع القطاعات التي يشرف عليها وزراؤهم في الحكومة، فإذا تحدث مترشحوا ووزراء الأفلان عن الشغل فإن البطالة تختفي من الجزائر وإن تحدّثوا عن الصحة فإن كل المشاكل المطروحة في القطاع تتلاشى، وإذا تحدثوا عن الفلاحة فإن القطاع يعيش في بحبوحة رغم أنف البطاطا.. ووو.. هذا ما يجعل المواطن يفقد ثقته في الخطاب السياسي للحملة الانتخابية، مثلما يفقد ثقته في الأحزاب التي تروج لمنطق كل شيء على ما يرام. المطلوب إذن خطابا سياسيا صادقا في الانتخابات سواء من قبل المترشحين أو الأحزاب السياسية، وهذا السبيل الوحيد الذي من شأنه أن يجعل من الحزبية أمرا مرتبطا بالمصداقية وليس بالنصب والاحتيال مثلما يحدث في التصريحات الكاذبة عن مهن المترشحين وهذا لوحده دليل على أن الأحزاب تفتقد للمصداقية والحلول السياسية الفعالة والحقيقية.