يبدو أن تأهل الوفاق السطايفي إلى الدور النهائي للسيدة الكأس، أنسى أبناء عين الفوارة إيقاع الحملة الانتخابية، خاصة في ظل انتشار آثار «ايادي الليل» التي أتت على كل الملصقات، في رسالة قد لا يفهمها كثير من الأحزاب. ولعل الفائز الأكبر من تأهل الوفاق هو المترشح عن حزب جبهة المستقبل، عبدالحكيم سرار، حيث انتهز الفرصة وراح يصرح لن أكذب على الناس ولن أوزع الوعود.. وسأخدم سطيف والجزائر في البرلمان، مما يعني أنه يعطي إشارة إلى أن نجاحات الوفاق تصب في رصيده الانتخابي. كما شهدت الحملة العديد من الحوادث استنكرتها الأحزاب، خاصة لويزة حنون التي فقدت أعصابها لما قوبلت في سطيف بانقطاع الكهرباء عن قاعة التجمع وهو ما فهمته زعيمة حزب العمال على أنه قطع لطريقها في مدينة الهضاب العليا، بالإضافة إلى تعرض الشيخ جاب الله إلى اعتداء أدخله البعض في إطار النيران الصديقة. وانهال عدد كبير من جمهور «الفايسبوك» على المترشحة عن حزب الحرية والعدالة نعيمة فرحي بالانتقادات، خاصة في صفحة راديو طروطوار، فمن القائل هل هذه لوحة بيكاسو، في إشارة إلى الإفراط في استعمال الماكياج، وآخر يتساءل هل هذه مترشحة عن حزب إسلامي. وأضاف آخر «لو كانت حاملة لهموم منتخبيها طوال الخمس سنوات الماضية، لما بقيت على هذا الجمال، لكن استفادت من هذه الإجازة التي سمحت لها بالاهتمام بنفسها قبل غيرها». وقال آخر معلقا وساخرا «أنا كنت مع المعارضين بصح ضروك نولي مع الناخبين.. أنا نفوطي على هذي ... حتى ولا مول الدامبار ومول السوناكوم في البرلمان... أنا ما نخليش العين الزرقة ونفوطي على بوكرش.. يخوفوا فينا»... وفضل العديد من المترشحين اللجوء إلى العمل الجواري، بعدما لاحظ هؤلاء أن المداومات تحولت إلى «قبور» لقدماء المناضلين تعزف فيها الأغاني السطايفية أو تلك التي تمجد انتصارات الكحلة والبيضاء. ملصقات في الشجر والحجر تم في مختلف بلديات سطيف تثبيت بعض الملصقات الإشهارية لقوائم المترشحين على اللوحات لأجل مواصلة العمل الجواري الذي شرع فيه المترشحون من أجل 39 حزبا سياسيا يتنافسون على 19 مقعدا في المجلس الشعبي الوطني، لكن ما لوحظ رغم سعي السلطات المعنية إلى تعليق الملصقات الانتخابية، أن العديد من اللوحات بمختلف البلديات تعرضت إلى التخريب وتمزيق الملصقات، وأخرى يكتبون عليها عبارات ورسوم تكشف غضبهم، زيادة على هذا عدم التنظيم والتنسيق بين رقم الحزب ورقمه في الورقة الانتخابية، مما أدى إلى كثرة الانتقادات وانتشار مظاهر الاستهتار والاستخفاف بهم من طرف المواطنين، لأنهم يعتبرون كل هذا بمثابة خديعة يجب التصدي لها لأن هدفهم من هذه الملصقات، رغم اختلاف محتواها من واحدة لأخرى، يبقى الهدف واحد وهو إقناع الرأي العام بالتوجه إلى صناديق الاقتراع. كما لوحظ في الملصقات أنها وضعت بطريقة عشوائية من قبل بعض الأحزاب، في الوقت الذي لا تزال فيه تشكيلات سياسية أخرى غائبة في اللوحات الإشهارية ليبقى المواطن يجهل الكثير من المترشحين وبالتالي تبقى الحملة دون روح ولا إقناع. أحزاب تركز على أصحاب «الشكارة» وأخرى دون تمويل ركزت بعض الأحزاب السياسية على أصحاب «الشكارة» ضمن قوائمها الحزبية لكي تضمن السير الحسن لهذه الحملة. في حين وجدت أحزاب أخرى نفسها لا تملك مصادر للتمويل، معتمدة في تنقل مترشحيها لتنشيط حملاتهم الانتخابية على سياراتهم رفقة مناضليهم وعلى مكاتبهم المحلية في تقديم المساهمات المالية.