رأى مشاركون في ندوة خاصة أقامتها القناة الإذاعية الثالثة، مساء أول أمس بمناسبة اليوم العالمي السابع عشر للكتاب وحقوق المؤلف، أن الترجمة تعد وسيلة أساسية للخروج من القوقعة اللسانية واللغوية، مما يمكن من فتح آفاق كبيرة بالنسبة للمقروئية في الجزائر. وكانت مسألة الترجمة في الجزائر أهم محاور هذا النقاش الذي خص مختلف الفاعلين في مجال الكتاب من مؤلفين ومترجمين وأصحاب مكتبات، ووسائل الإعلام، وذلك بحضور الباحث الجامعي مصطفى ماضي ممثلا عن دار النشر «القصبة»، ومدير المركز الوطني للكتاب حسان بن ضيف، ومدير عام المكتبة الوطنية عز الدين ميهوبي، ومدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. وطرح العديد من المتدخلين في هذا المنتدى مشاكل تداول الكتاب، معتبرين أن الجزائريين يبتعدون أكثر فأكثر عن الكتاب والمطالعة لكونه غير مدعم بسياسة إعلامية وتسويقية، بالإضافة إلى دراية الناشرين المحدودة بشأن المقروئية وطموح الجمهور. وتحدث بن ضيف عن الاتفاقية التي عقدت بين وزارتي التربية والثقافة قبل فترة بخصوص إدخال المطالعة في المدارس كجزء من المقرر الدراسي، مشيرا إلى وضع لجنة تتكفل بدراسة توجهات المقروئية من أجل تسهيل تقييم الأعمال من قبل الناشرين. أما عز الدين ميهوبي فاعتبر أن الناشرين لا يلقون صعوبات حاليا في الجزائر بفضل دعم وزارة الثقافة، مؤكدا أن المكتبة الوطنية التي يديرها ستتجه نحو البحث بدل استقبال الشباب وطلبة الثانويات لأن التنشيط الثقافي، حسبه، ليس من مهام المكتبة الوطنية. من ناحية أخرى، قدم مدير عام الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة سامي بن شيخ، عرضا عن الإجراءات والمساعي التي يجب أن يتبناها الكتاب الذين يرغبون في حماية أعمالهم من قبل الديوان، داعيا إلى ضرورة الاهتمام بحماية الملكية الفكرية والتصدي لظاهرة القرصنة التي تشهد تناميا واسعا بالجزائر في السنوات الأخيرة، وطالت حتى قطاع الكتاب.