يتوجه أكثر من 50 مليون مصري اليوم وغدا، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد في أول انتخابات تعددية حقيقية في تاريخها وذلك بعد «ثورة 25 يناير» التي أطاحت بمبارك في فيفري 2011. ويتنافس في هذه الانتخابات 12 مرشحا أبرزهم الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك الفريق المتقاعد أحمد شفيق ومرشح جماعة الإخوان المسلمين، أكبر قوة سياسية في البلاد، محمد مرسي والقيادي الناصري حمدين صباحي و«الإسلامي» المعتدل عبد المنعم أبو الفتوح. وفي الأثناء، دعا رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري أمس، جميع الأطراف إلى التزام الهدوء يوم الانتخابات الرئاسية، وقال في بيان على صفحة الحكومة على موقع فيسبوك «أتمنى أن تمر هذه الانتخابات بهدوء، وأطالب النخبة والمرشحين والقوى السياسية والأحزاب بأن تطلب من أنصارها احترام إرادة الآخرين والقبول بنتائج الانتخابات سوء أكانت لصالح هذا الطرف أو ذاك»، مضيفا «أدعو جميع الأطراف إلى ضرورة التكاتف من أجل نجاح العملية الانتخابية والقبول بقرار الأغلبية من المصريين الذين سيعبرون عن إرادتهم من خلال صناديق الانتخابات النزيهة وما يمكن أن تثمر عنه من نتائج». كما دعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصريين إلى قبول نتائج الانتخابات «أيا كانت، وقال إنه «على مسافة واحدة من المرشحين للانتخابات»، داعيا إلى عدم تخلّف أي مواطن عن الإدلاء بصوته في انتخابات رئاسة الجمهورية المرتقب إجراؤها يومي الأربعاء والخميس المقبلين. وفي رسالة له على صفحته بموقع «فيسبوك»، شدد المجلس العسكري الذي يتولى السلطة في مصر منذ إسقاط مبارك، على «أهمية أن نقبل جميعا نتائج الانتخابات التي ستعكس اختيار الشعب المصري الحر لرئيسه، واضعين في الاعتبار أن العملية الديمقراطية في مصر تخطو أولى خطواتها ولا بد أن نساهم جميعا في نجاحها». وكان بعض المرشحين هددوا بالنزول إلى الشارع إذا «زورت» الانتخابات، كما قال ناشطون شبان على موقع «تويتر» إنهم سيتظاهرون مجددا في «ميدان التحرير» إذا فاز في الانتخابات أحمد شفيق الذي يعتبرون صعوده إلى الرئاسة عودة للنظام السابق الذي انتفضوا ضده. من ناحية أخرى، قرر رئيس اللجنة العامة لانتخابات المصريين في الخارج المستشار حاتم بجاتو وقف إعلان نتائج تصويت المصريين المقيمين في السعودية، وذلك بعد اعتراض بعض المرشحين على النتائج التي أوضحت تقدما كبيرا لمرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي الذي حصل على قرابة نصف الأصوات. وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بجاتو بمقر وزارة الخارجية المصرية في القاهرة بحضور السفير أحمد راغب مساعد وزير الخارجية لشؤون المصريين في الخارج، ومندوبي عدد من مرشحي الرئاسة. وقال بجاتو إن ملاحظات مندوبي المرشحين عبد المنعم أبو الفتوح وخالد علي تمثل طعنا لا يمكن تجاهله على النتائج القادمة من السعودية، ولذلك فقد طلبت لجنة الانتخابات مخاطبة السفارة المصرية بالرياض والقنصلية المصرية بمدينة جدة لإرسال أوراق الاقتراع عبر الحقائب الدبلوماسية بهدف مراجعتها وفحصها في حضور مندوبي جميع المرشحين، مضيفا أن اللجنة العامة المشرفة على تصويت المصريين في الخارج قررت التحفظ على محضري إعلان نتيجة الفرز في اللجنتين الفرعيتين فى بعثتي مصر بجدة والرياض.