بلغت ردود فعل الوهرانيين تجاه نتائج شهادة البكالوريا غير المرضية، مؤخرا، حدا أقل ما يقال عنه إنه خطير جدا تجاوز وقائع الانتحار والضرب المبرح، بل وصل إلى درجة التهديد بالقتل وممارسته فعلا من قبل أولياء التلاميذ، حدث هذا في إحدى بلديات وهران الهادئة، بشرق الولاية، تدعى حاسي مفسوخ، حيث قام شخص يدعى ''س. أ''، 41سنة. بمحاولة قتل ابنه ''س. أ''، 19سنة، بعد رسوبه في هذه الدورة وهي المرة الثانية على التوالي، حيث دخل الوالد في حالة قصوى من التشنج والغضب، فقام بتوجيه ضربات قوية إلى ابنه لينتهي بعد ذلك إلى سل خنجر ومحاولة إغرازه في صدره، بما أن الضرب المبرح لم يشف غليله، حيث وجد الضحية نفسه في مواجهة أب في فورة غضبه ولم يستطع سوى الفرار وبصعوبة إلى الخارج ليلا بلباس النوم من أجل الابتعاد عن جريمة كادت أن تحدث. حدث هذا وسط جو من الهلع عمّ حي 128سكن بحاسي مفسوخ، وما زاد من غرابة الحادثة هو كون الجاني في قضية الحال مستشار تربوي عمل سنوات في متوسطة تاج الدين محمد لينتقل، مؤخرا، إلى منصب مدير بثانوية البلدية الجديدة. وتجدر الإشارة إلى أن الفتى نفسه حصل على نصيب معتبر من الضرب والسب كعقاب على عدم نجاحه في دورة جوان 2008وتهدده بعقاب مضاعف إذا لم تكن نتيجة الدورة المقبلة أحسن، ولابد من الإشارة هنا إلى أن كمّ الضغط الذي مورس على ''س. أ'' أثر بشكل كبير على مستواه الدراسي، حيث أن هاجس الخوف من العقاب ظل يلازمه طيلة العام الدراسي، واضطر بسبب ذلك إلى تغيير المؤسسة إذ أضحى وصمة عار لدى هذه العائلة لعدم نجاحه في الامتحان، وبعد أن نفذ الفتى من قبضة والده هاتف أحد أفراد عائلته في نفس البلدية ليزوده ببعض المال حتى يتمكن من الذهاب إلى ولاية تيارت عند عائلته اتقاء لشرّ والده الذي تحول من موظف تربوي إلى وحش. هذه الحادثة هي الأخرى حدثت أمام أخوي ''س. أ'' اللذين يبلغان 6 و 10 سنوات، وهي الواقعة التي خلفت أثرا نفسيا عميقا وهي مجرد عينة من مجموع الحالات المتفرقة التي تحدث بعاصمة الغرب الجزائري.