الأسد يؤكد لعنان أن نجاح خطته مرتبط بوقف العمليات الإرهابية التقى، أمس، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي عنان، بالعاصمة دمشق، مع الرئيس بشار الأسد، حيث تباحثا حول تطورات الأوضاع، عقب مقتل أكثر من مئة شخص، بينهم أطفال، وإدانة مجلس الأمن لاستخدام السلطات القوة ضد المدنيين. اعتبر عنان، في لقائه مع الرئيس السوري، أن المجتمع الدولي لا يملك بدائل عن الخطة المتوفرة لوقف سفك الدماء، وشدد على ضرورة التزام الأطراف المعنية بوقف إطلاق النار لإيجاد أرضية تفاهم والشروع في الحوار بدلا من الدخول في حرب أهلية، مشيرا إلى أنه لا بد من التحقيق في مذبحة الحولة ومعاقبة الفاعلين. من جهته أكد الأسد أن نجاح خطة عنان مرتبطة بوقف العمليات الإرهابية. بالموازاة لهذه الزيارة، جاء قرار عدد من العواصمالغربية بطرد سفراء سوريا لديها، حيث كانت البداية من أستراليا التي منحت خارجيتها مهلة 72 ساعة للقائم بالأعمال السوري وطاقمه لترك البلاد، تنديدا بمذبحة الحولة، لتلتحق بها بعد ذلك باريس، حيث أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قراره بطرد السفيرة السورية، لتتوالى بعد ذلك سلسلة طرد السفراء من كل من ألمانيا وإيطاليا ولندن وإسبانيا ورومانيا والولايات المتحدة. واعتبرت المعارضة السورية أن طرد السفراء يعد اعترافا دوليا بارتكاب النظام السوري لجرائم ضد الإنسانية في حق المدنيين. في الأثناء، تتواصل المساعي الدولية لإيجاد حل للأزمة السورية، حيث أشارت الخارجية الروسية إلى أن الملف السوري سيكون حاضرا على طاولة النقاش خلال الزيارة المقرر أن يشرع فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة القادم، إلى كل من ألمانيا وفرنسا، في محاولة لإيجاد أرضية تفاهم بين العواصمالغربية والولايات المتحدةالأمريكية، وكل من الصين وروسيا الداعمتين للنظام السوري. وجدد وزير خارجية روسيا، أمس، اتهامه للمجلس الوطني السوري المعارض بالدعوة ''إلى الحرب الأهلية ودفع المنطقة إلى الفوضى إصرارا منه على إسقاط النظام بدلا من قبول الحوار للخروج من الأزمة''، معتبرا أن هناك أطرافا دولية تسعى إلى إفشال خطة عنان للحل السلمي، محذرا في سياق حديثه من استغلال بشاعة مذبحة الحولة للدعوة إلى التدخل العسكري الذي ترفضه بلاده. في ذات السياق جاءت تصريحات رئيس هيئة الأركان الأمريكية، الجنرال مارتن ديمبسي، الذي أشار إلى أن ''وزارة الدفاع الأمريكية مستعدة لخيار التدخل العسكري لإنهاء العنف الدائر في سوريا''، مضيفا أن قرار التدخل شأن سياسي تختص به الإدارة الأمريكية، وقال إنه يدعم نهج الحل السياسي بالنظر لخطورة الحلول العسكرية ''الضغط الدبلوماسي يجب دائما أن يسبق أي مناقشات حول التدخل العسكري''. ميدانيا، أفادت لجان تنسيق الثورة السورية أن الاشتباكات بين الجماعات المسلحة وقوات الأمن النظامي مستمرة، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 20 شخصا قتلوا في مناطق متفرقة من المحافظات السورية.