عاشت أمس، ولاية عنابة على وقع موجة من الحركات الاحتجاجية التي فجرها مواطنون بعدة مناطق لرفع انشغالات اجتماعية ومهنية عاجلة للسلطات المحلية التي تعودت على تقديم الوعود مقابل تنامي لافت لوتيرة الغضب الشعبي. وكانت أعنف حركة احتجاجية اندلعت بحي سيدي سالم الشعبي التابع لبلدية البوني. حيث أقدم مئات الشبان على غلق الطريق المؤدي إلى الحي بشكل تسبب في شل حركة السيارات من وإلى سيدي سالم في خطوة للتعبير عن تذمر المتظاهرين من عدم وفاء السلطات المحلية بوعودها تجاه أزمة البطالة الآخذة في التصاعد. وللمرة الرابعة على التوالي لم يتوان العشرات في الصعود إلى سطح مقر الفرع البلدي والتهديد بالانتحار الجماعي بعد تمزيق أجزاء متفرقة من أجسادهم باستعمال أسلحة بيضاء، مطالبين بتخصيص حصة إضافية من عقود التشغيل منددين بعدم اكتراث المجلس الشعبي البلدي ومديرية التشغيل لقنبلة البطالة في حين أصبح منطلقا رئيسيا لقوارب الموت، بحثا عن فضاءات أرحب في الضفة الشمالية للمتوسط. وندّد أحد الشباب الذين التقيناهم في موقع الاحتجاج ب''عدم تحرك السلطات البلدية في اتجاه بناء جسر تواصل للاستماع إلى انشغالات الشباب والبحث في دوافع إقدامهم على ''الحرفة''، رغم مخاطر ركوب البحر، بشكل وسّع من الهوة بين المواطنين والهيئات المحلية الرسمية''. وقد اقتنع الشبان في آخر المطاف بالعزوف عن مخطط الانتحار الجماعي بعد مفاوضات ماراطونية مع مسؤولي البلدية الذين وعدوهم بتخصيص جلسة عمل لبحث أرضية مطالبهم في المجلس البلدي.