أقدم صبيحة أمس، العشرات من الشباب العاطل عن العمل، بحي سيدي سالم التابع إداريا لبلدية البوني في ولاية عنابة، على احتلال سطح مقر الفرع البلدي لذات الحي. مدججين بالأسلحة البيضاء محاولين الانتحار جماعيا، في صورة باتت مألوفة لسكان الحي، احتجاجا على وضعيتهم الاجتماعية المزرية التي يتخبطون فيها جراء البطالة القاتلة وعدم استفادتهم من عقود عمل تخفف من حدة معاناتهم اليومية، خاصة وأن العديد منهم أرباب عائلات، حيث طالبوا بلقاء السلطات الولائية من أجل رفع انشغالاتهم وهمومهم التي طالت، قبل أن تتدخل قوات الشرطة التابعة لأمن ولاية عنابة التي هدأت من سخط الشباب المحتج، وسيطرت على الوضع الذي كاد أن يخرج عن إطاره لو لا حكمة مسؤولي الأمن في عنابة، الذين تحكموا في الاحتجاج وأقنعوا الشباب الثائر ب النزول من فوق سطح البناية العمومية وانتهاج سياسة الحوار من أجل الوصول إلى هدفهم المنشود، والابتعاد عن سياسة الفوضى والتخويف التي لا تخدم هؤلاء الشباب البطال، حيث تمكن المحتجون من تشكيل فوج ممن ثلاثة شبان من البطالين، لتمثيلهم في لقاء مع رئيس دائرة البوني، حسب مصادر ''النهار''، أين وعدهم بدراسة انشغالهم في الأيام القليلة القادمة وفقا للقانون. للإشارة، تعد عملية احتلال سطح مقر الفرع البلدي بحي سيدي سالم الشعبي، الثانية في أقل من 06 أشهر، حيث شهد الحي نفس السيناريو، وأقدم وقتها الشباب المحتج على محاولات عديدة للانتحار عن طريق جرح أجسادهم بشفرات الحلاقة كما أقدموا على الاعتداء على رئيس بلدية البوني، رميا بالحجارة تسببت له في جروح خطيرة على مستوى الرأس ونجا من الموت بأعجوبة.