انتخب أكثر من مليونين ونصف كردي عراقي أمس السبت رئيس وبرلمان منطقتهم التي تتمتع بحكم ذاتي وتتسم علاقاتها مع بغداد بالتوتر، وسط مخاوف من حدوث تزوير بسبب الحبر. وهذه هي أول عملية اقتراع تجري منذ العام 2005 وتجري عملية الاقتراع وسط مخاوف من حدوث تزوير بسبب الحبر المستخدم الذي يمكن إزالته بسهولة، إضافة الى شائعات بتهديد الناخبين ما لم يصوتوا لقوائم السلطة،وأقر برهم صالح. نائب رئيس الوزراء العراقي، بحدوث "تجاوزات أثناء الحملة الانتخابية لأعضاء البرلمان الكردستاني". وأكد صالح في لقاء مع "العربية" أن هذه التجاوزات لم تؤثر على سير الحملة ولن تؤثر على سير العملية الانتخابية. ومن المتوقع أن يفوز بالانتخابين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة الرئيس الكردي الحالي مسعود برزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني اللذين يهيمنان على السياسة الكردية منذ عشرات السنين ويترشح بارزاني لتجديد ولايته مع أربعة مرشحين آخرين خلال أول انتخابات رئاسية كردية بالاقتراع العام وتتنافس أربع وعشرون لائحة في الانتخابات التشريعية منها اللائحة المشتركة "كردستانيا" للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، التي من المتوقع أن تحصد أكثرية المائة وأحد عشر مقعدا في البرلمان وتأتي هذه الانتخابات في مرحلة مفصلية للعراق، تتسم بالانسحاب المقبل للقوات الأمريكية والتوتر بين السلطات الكردية والحكومة المركزية في بغداد اللتين تتنازعان السيطرة على المناطق الغنية بالنفط. وفي هذه المناطق، وقعت بضعة حوادث خطرة كادت تؤدي إلى مواجهات مسلحة في الأشهر الأخيرة بين المقاتلين الأكراد والجيش العراقي. وستكون هذه الإنتخابات أيضا مقياسا لشعبية الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني اللذين سيواجهان بضع لوائح منشقة تسعى إلى كسر الهيمنة المطلقة للحزبين على السياسة والمؤسسات الكردية. وكانت لائحة "غوران" (التغيير باللغة الكردية) بزعامة نوشروان مصطفى المقاول الثري والمسؤول الثاني السابق في الاتحاد الوطني الكردستاني واحدة من أنشط اللوائح خلال الحملة الانتخابية التي شهدت حيوية نادرة هذه السنة ومن وعود هذه اللائحة التصدي للفساد وهو الموضوع الذي كان محور النقاشات الانتخابية.