بسبب التأخر المسجل في توزيع المساعدات على مستحقيها تجمهر العشرات من الفقراء والمعوزين قبالة بلدية وادي الشفة شرق عاصمة ولاية الشلف، مطالبين بحق الحصول على قفة رمضان وعدم السقوط في فخ جديد بعدما حملت فضيحة منحة التمدرس العديد من التطورات الخطيرة التي زجت لحد الآن بسبعة مسؤولين في السجن بتهمة التلاعب بقوائم المستفيدين. ولوحظ عدد كثير من المعوزين في حالات سخط وغضب وحيرة، يترقبون فتح مقر البلدية لاقتحام مكاتب المنتخبين المكلفين بالعملية التضامنية ذاتها، للاستفسار عن تماطلهم في توزيع قفة رمضان، ففي الوقت الذي أدرك شهر رمضان يومه السادس، لم تشأ السلطات المحلية عرض تدابير المناقصة على المعنيين بصفقة تموين قفة رمضان، وهي العملية التي يفترض أن تقام قبل حلول الشهر الجاري بأسبوعين على أقل تقدير، مع العلم أن بلدية وادي الفضة حصلت على قيمة مالية قوامها 440 مليون سنتيم موزعة على إعانات الولاية ومديرية النشاط الاجتماعي، وفيما يتعلق بإعانة مديرية النشاط الاجتماعي المحددة بحوالي 120، استفادت منها البلدية منذ فترة وجيزة وأنها تظل تنتظر دورها في التوزيع. في السياق ذاته، أبدى الكثير من المحتجين مخاوفهم من تطور هذه التجمعات الصغيرة إلى أحداث مؤلمة قد تشعل المنطقة، ذلك أن السلطات المعنية بعملية توزيع قفة رمضان لم تفهم دروس الماضي واستيعاب سيناريوهات الغضب الشعبي التي تقام هنا وهناك في بلديات مجاورة بسبب فتنة قفة رمضان، ولفت العديد من المحتجين إلى أن تغطية نفقات شهر رمضان صارت تحديا لها لعجزها عن سد حاجيات بإمكاناتها الخاصة، واللافت أن وقفة الفقراء في المنطقة ذاتها بدأت بالاعتصام السلمي في بداية الأمر، مطالبة بتوزيع مرصودات الدولة وإعانتهم في هذا الشهر الكريم الموسوم بمعاني الرحمة والتواد، لكن الأمور تبدو مرشحة لأخذ منعرج خطير في قادم الأيام في حال عدم توزيع قفة رمضان وهو ما يبينه التواجد الأمني المكثف أمام مقر البلدية حرصا على ضمان الأمن ولتلافي وقوع انزلاقات خطيرة مثلما جرى ببلدية عين مران التي عاشت مساء أول أمس ثورة حقيقية أبطالها فقراء المنطقة الذين رفضوا سياسة التسويف والمماطلة في إخلاء سبيل قفة رمضان وانتهت الأحداث بتخريب مبنى الحظيرة والاستيلاء على قفة رمضان. ولم يقتصر التقاعس الفادح في توزيع قفة رمضان على العائلات الكادحة لوادي الفضة، بل شمل بلديتي بني راشد وأولاد عباس وهي البلديات الثلاث التي كانت مسرحا لفضيحة منحة التمدرس، فمظاهر الحرمان والبؤس والحاجة كانت بادية على ملامح المساكين المطالبين بقفة رمضان أمام بلديتي أولاد عباس وبني راشد، وسط تهديدات باقتحام حظائر البلديات لاستعادة حقوقهم عنوة بعدما رفضت السلطات في البلديات الثلاث توزيعها في وقتها المحدد، لأنها لا تستوعب الدروس حتى يقع الفأس في الرأس حسب تصريحات الكثير من المتلهفين لموعد الإفراج عن إعانات الدولة التي تكدست في الحظائر وصارت آيلة للتلف والفساد في حال عدم توزيعها في الساعات المقبلة.