أضحت عبارات وهتافات العنصرية سنفونية تعزفها جماهير الأندية الفرنسية في كل مرة لكي تؤثر بها على معنويات اللاعبين ذوي الأصول العربية عامة والجزائرية على حد السواء ، وهو الأمر الذي طال بودبوز في مواجهة الجولة الثالثة من بطولة الرابطة الأولى الفرنسية حين استقبل نادي سوشو منافسه مونبيلي وانهزم أمامه بنتيجة 3-1 ، وبمجرد سقوط أصحاب الزي الأصفر والأسود في عقر الديار ، نزلت أنصار سوشو بوابل من الشتائم على اللاعب الجزائري وصفته من خلالها بالعربي القذر ، وذلك بالرغم من الأداء المميز الذي كان يقدمه اللاعب في المواسم الفارطة مع هذا النادي المتواضع والغير طموح ، والأدهى والأمر من ذلك أن هذه الجماهير رفعت لافتة كبيرة كتبت عليها عبارة ” ارحل يارياض ” ، وهي الخرجة التي أكدت العنصرية والغل الذي تكنه الجماهير الفرنسية للاعبين ذوي الأصول الجزائرية ، وأكدت هذه العبارة أيضا ماتعرض له سمير ناصري في النسخة السابقة من نهائيات أمم أوروبا 2012 ، أين كان ناصري المادة الدسمة صنعت الحدث في الصحف الفرنسية خاصة صحيفة ليكيب . وأمام هذه الخرجة الشنيعة التي يندى لها الجبين ، وقف لاعبو المنتخب الوطني الجزائري وعلى رأسهم لاعبا البطولة الفرنسية مهدي مصطفى وكارل مجاني وقفة رجل واحد ، وأكدا تضمنهما مع زميلهما في المنتخب رياض بودبوز ، كما أكدا هاذين اللاعبين أن العنصرية في البطولة الفرنسية ليست بالأمر الجديد ، بل هي سنفونية تعزف في كل مرة يريد فيها الجمهور الفرنسي تضييق الخناق على لاعب من أصول جزائرية وحتى عربية . لتبقى العنصرية الآفة الخطيرة في فرنسا والتي تهدد لاعبي الخضر الذين يتواجد مستقبلهم على صفيح ساخن .
وليد .ح
كارل مجاني ل البلاد :” سب الأصول والديانة أمر خطير ولا يسكت عليه في البطولة الفرنسية “
لم أرى الصور الخاصة باللافتة التي أشهرها أنصار سوشو في وجه بودبوز ، لكنني قرأت في المقابل ما تناقلته الصحف الفرنسية بشأن هذه القضية ، وهو أمر مؤسف للغاية وأنا حزين لأجله ، فبودبوز أراد أن يغير الأجواء وتقمص ألوان نادي مرسيليا شأنه في ذلك شأن أي لاعب محترف طموح ، لكنه احترم فريقه والعقد الذي يربطه به ، لكن أن يصل الحد لغاية السب وشتم الأصول والجذور والديانة والجنسية فالأمر لا يقبل تماما ويجب نبذه ، وما حدث لبودبوز لا يسكت عليه “.
وبشأن الحالة النفسية للاعب ومدى تأثره من الناحية النفسية أضاف مجاني :” بودبوز يملك شخصية قوية ، ولديه القدرة على العودة بقوة والتألق ، وأنا رياض سيستغل مواجهة ليبيا من أجل رد الاعتبار لنفسه ولو احتاج لإعانتنا لن توان في مده بالمساعدة اللازمة ” . صرح مجاني .
وليد .ح
مهدى مصطفى ل البلاد : ” العنصرية موجودة في قلوب الفرنسيين” *على بودبوز أن لا يولى اهتماما لها
التصرف بطريقة عنصرية مع اللاعبين الجزائريين في الأندية الفرنسية أمر مخزي وموجع في آن واحد ، فرياض لاعب كبير وموهوب ولديه القدرة على قلب الموازين لوحده في أي لحظة وأمام أي منافس ، لكن رؤية زميل لنا يشتم وينعت بأقبح الصفات وتشتم أصوله العربية والإسلامية فهو أمر يعكس عنصرية الفرنسيين تجاه الجزائريين ، وسبق لي أن عشت أمورا مماثلة في أجاكسيو ، خاصة أن الفرنسيين يحملون العنصرية في قلوبهم ويظهرونها من حين لآخر ، وأنصح رياض بأن لا يولي اهتماما كبيرا لهذه التصرفات الصادرة من مناصرين حمقى لا أكثر ولا أقل ” . صرح مهدي مصطفى .