حيث تحدث عن العوالم الثلاثة التي تطرق إليها بن نبي سابقا والمتمثل في عالم الأشخاص وعالم الأشياء وعالم الأفكار مشيرا إلى أن هذا المفكر قد تحدث عن الفكرة الميتة الفكرة القاتلة والفكرة الخامدة، معرفا الأولى على أنها فكرة تجاوزها الزمن وأصبحت غير صالحة أما الثانية فهي التي اعتبرها المفكر الفكرة الناتجة من الغرب والتي لا تستمد روحها من ثقافاتنا وعاداتنا والتي نجد أنفسنا مجبرين على استهلاكها بحكم التداول المجبر عليه الإنسان فتصبح هي الفكرة السائدة أما الفكرة الخامدة فهي التي اعتبرها المفكر ميتة، لكن لم يتجاوزها التاريخ بسبب خلخلتها من جديد وتحليلها مع الزمن الحالي، مع ضمان أن تلك الفكرة لها خلفية مع موروثنا الثقافي ونحاول إعادة إحيائها من خلال خلخلتها بالعادات والتقاليد فهي تعني بذلك محاولة إعطاء الأشياء بعدا حضاريا مع إمكانية كتابة التاريخ وتسجيل حضورنا في المسيرة المعلوماتية أو الحضارية حسبما جاء على لسان الأستاذ نزلي الذي دعا إلى ضرورة توجيه الأفكار وربطها بما سبقها وتحويلها إلى عنصر بناء من خلال تحضير مجتمع مستقبلي مفيد بالشخصية المرجو الوصول إليها، وعن ما إذا مازالت نظرية المفكر مالك بن نبي صالحة في وقتنا الحالي أكد الأستاذ نزلي لتزال صالحة لحد الساعة قائلا أنه يكفي أن نسقط بعض الأحداث من واقعنا حتى ندرك أن الحل يحتاج لبعض التصحيح نستشهد عن وجود الفكرة الميتة بما يحدث في ليبيا، وهي محاولة يضيف ذات المتحدث بعض الدول استنزاف خيرات البلد، كما ضرب مثالا آخر للفكرة الخامدة في بعض السلوكات كثقافة العنف التي دعا محدثنا إلى ضرورة تبني فكرة جديدة للتخلص من هذه الثقافة، وهنا يقول الأستاذ نزلي يكمن دور الباحثين في محاولة اكتشاف أفكار غير متداولة ثم محاولة إعادة إعطائها ما يتماشى والعصر الحالي. هذا ويجدر الإشارة إلى أن الأستاذ سمير نزلي هو أستاذ في التعليم العالي له عدة مؤلفات ومجموعة من القصص ودراسات فكرية و مهتم بالقضايا الفكرية وهو عضو المجلس الوطني للجاحظية. مليكة.ب