دعت تركيا الزعيم الليبي معمر القذافي أمس الى التخلي "فورا" عن السلطة ومغادرة ليبيا، في اول دعوة علنية تطلقها تركيا للقذافي بالخروج من بلاده. وصرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان للصحافيين "نتمنى ان يترك الزعيم الليبي ليبيا ويتخلى عن السلطة فورا من اجله واجل مستقبل بلاده ومن اجل وقف اراقة المزيد من الدماء والدموع ووقف الدمار". واضاف ان تنحي القذافي ومغادرته "لا مفر منه"، مضيفا ان الزعيم الليبي "يجب ان يتخذ هذه الخطوة التاريخية من اجل مستقبل ليبيا ووحدة اراضيها وسلامها". وهذه اول مرة تدعو فيها تركيا، البلد المسلم الوحيد في حلف شمال الاطلسي، القذافي علنا الى التنحي رغم ان اردوغان قال انه دعا الى ذلك في مراسلاته مع حكومة طرابلس. وقال "للاسف فقد تجاهل معمر القذافي نصيحتنا .. واختار سفك الدماء والقمع ومهاجمة ابناء شعبه". واضاف "يجب على القذافي ان يعيد السلطة الى اصحابها الحقيقيين وهم الشعب الليبي .. ليبيا ليست ملكا لرجل واحد او عائلة واحدة". وياتي تصعيد تركيا للهجتها قبل اجتماع القوى الكبرى في روما الخميس بهدف البحث عن تسوية سياسية للاضطرابات في ليبيا وسط جمود دموي في القتال وتصاعد الازمة الانسانية. ويتوقع ان تناقش مجموعة الاتصال الدولية التي تضم تركيا في عضويتها، امكانية تسليح الثوار وكيفية تمويلهم. وقال اردوغان مخاطبا المعارضة الليبية "من المهم ان يثمر نضالكم ومعاناتكم عن نتيجة تشمل وتحتضن جميع ابناء الشعب الليبي .. ان تحقيق مطالب الشعب الليبي العادلة هي غاية ما نتمناه". والاثنين اغلقت تركيا سفارتها في طرابلس في اعقاب هجمات على بعثات غربية قبل ايام. واشعل متظاهرون الاحد النار في مباني البعثتين البريطانية والايطالية بعد ان اتهمت ليبيا حلف الاطلسي بمحاولة اغتيال القذافي في هجوم ادى الى مقتل احد ابنائه وثلاثة من احفاده الصغار. وفي رسالة عاطفية حول عمليات القتل، قال اردوغان ان "الم فقدان ابن يفوق اي الم اخر، والم فقدان حفيد هو الم فظيع .. نحن نعلم ان القذافي يتالم". الا انه اضاف ان على القذافي ان "يرى ويشعر بأن الشعب الليبي يعاني الالم نفسه". وكانت تركيا انتقدت بشدة الضربات الجوية التي قادتها الولاياتالمتحدة على ليبيا وبدأت في 19 فبراير، واكدت على ان يلعب حلف الاطلسي دورا قتاليا محدودا عندما تولى قيادة تلك العمليات. كما رفضت المشاركة في الغارت الجوية وساهمت بست سفن عسكرية للقيام بدوريات لتطبيق حظر الاسلحة الذي فرضته الاممالمتحدة على ليبيا. ونفذت العديد من العمليات الانسانية خاصة اخلاء اكثر من 300 جريح ليبيا من المناطق التي يسيطر عليها الثوار لعلاجهم في تركيا. وفي مطلع ابريل، اقترحت انقرة "خارطة طريق" لانهاء النزاع ودعت الى الوقف الفوري لاطلاق النار ورفع الحصار الذي تفرضه قوات النظام الليبي على عدد من المدن التي يسيطر عليها الثوار واطلاق "عملية تحول" تقود الى انتخابات حرة.