أبدى القاطنون بالحي في حديث مع "الجزائرالجديدة" استيائهم وامتعاضهم الشديدين، إزاء المعاناة التي يتجرّعونها بسبب المشاكل العديدة التي مسّت جوانب حياتهم اليومية، حيث أكدوا أنهم يعانون غياب أدنى المرافق الضرورية، إلى جانب غياب التهيئة العمرانية، وهو الوضع الذي جعلهم يشتكون العزلة والتهميش مناشدين السلطات المحلية التدخل العاجل لانتشالهم من المعاناة التي يتكبدونها منذ سنوات ورفع الغبن عنهم، من خلال إنجاز مشاريع تنموية من شأنها تفعيل الحركة التنموية بالمنطقة. وقد عبّرت العديد من العائلات القاطنة بالحي في تصريحها عن مدى استيائها من السلطات التي تنتهج إزائهم سياسة التماطل والتهميش، وعدم التعاطي إيجابيا مع الانشغالات التي يرفعونها كل مرة، خاصة فيما يتعلق بالمشاريع الذين هم بحاجة ماسة إليها. وأول ما تطرّق له السكان في سلسلة شكاويهم مشكل غياب المياه الصالحة للشرب، مؤكدين أن هذه المادة لم تزر حيهم على الإطلاق منذ نشأته، الأمر الذي اضطرهم إلى جلبه من الأحياء المجاورة طيلة إقامتهم بالمنطقة، ومنهم من يعتمد على شراء صهاريج مائية التي غالبا ما تفتقد إلى النظافة، معرّضين أنفسهم إلى العديد من الأمراض المتنقلة التي أضحت بمثابة هاجس يؤرّق السكان، هذا وقد أضاف السكان مشكلا آخر زاد في حجم معاناتهم وهو مشكل غياب الغاز الطبيعي، حيث لا يزالون ولحد الساعة يستعينون بقارورات غاز البوتان التي تكلفهم أموال باهظة نتيجة نقصها بالمنطقة، وذلك باعتبار أن معظم الأحياء المتواجدة على مستوى البلدية تتوفر على خدمة الغاز الطبيعي، الأمر الذي جعل الموزعين يتأخرون عن المنطقة، وهو الوضع الذي اضطرهم للالتحاق بالبلديات المجاورة من أجل جلب قارورات الغاز، هذا فضلا عن اهتراء الطرق المؤدية إلى الحي والتي تتحوّل وبمجرد سقوط الأمطار إلى أوحال وبرك مائية يصعب على المار اجتيازها خاصة في ظل غياب المجاري المائية، ما يؤدي إلى تجمع المياه المتساقطة أمام سكناتهم، وحسب هؤلاء فهي لا تجف إلا بعد أسابيع، أضف إلى ذلك إهتراء قنوات الصرف الصحي التي تتسبّب هي الأخرى في تسرب المياه القذرة بالسطح، الأمر الذي أثّر سلبا على صحة السكان نظرا لانتشار الروائح الكريهة، معربين في ذات السياق عن مخاوفهم من إصابة أبنائهم بالأمراض المزمنة والجلدية، مؤكدين أن هذه الوضعية التي يتخبطون فيها سببها الرئيسي تماطل السلطات في تهيئة المنطقة التي لم تشهد ومنذ نشأتها أي عملية للتهيئة، خاصة المتعلقة بشبكة الصرف الصحي والطرقات، والتي لا تزال ترابية تعيق المار شتاء وصيفا بسبب الغبار المتطاير. كما أن الإنارة العمومية تنعدم كليا بالحي الأمر الذي يلزمهم الالتحاق بمنازلهم مع بداية حلول الظلام، خوفا مما قد يصيبهم من اعتداءات، أو انزلاقات بسبب الأرضية المهترئة، هذا إلى جانب غياب النقل ما جعلهم يعيشون في عزلة تامة سيما وأن المنطقة بعيدة عن وسط المدينة، وحسب هؤلاء فهم يقطعون مسافات طويلة للالتحاق بالمحطة المركزية بالبلدية والانتظار لساعات علا وعسى يظفرون بمكان بالحافلات التي هي الأخرى تشهد نقصا، ما يسجل لهم تأخرات يومية ومشاكل لا تنتهي. وأمام هذه المعطيات والأوضاع السيئة التي يتخبطون فيها منذ سنوات، جدّد سكان حي سانتاكروز المتواجد باقليم بلدية درارية بالعاصمة، ندائهم إلى السلطات المحلية من أجل انتشالهم من الظروف المزرية، وذلك من خلال برمجة جملة من المشاريع التي من شأنها دفع الحركة التنموية بالمنطقة. أمال كاري