وقائع القضية بدأت عندما التقت الضحية" سعدية" بصديقتها التي أخبرتها أنها التقت بأحد الرقاة في الحافلة القادمة من ولاية الجلفة باتجاه الجزائر العاصمة، وأخبرها بأنه يشفي المصابين بالسحر والمس، لذلك تركت له رقم هاتفها النقال ووعدته بأن تتصل به بعد أن أخبرها بأنه يملك محل لبيع الأعشاب الطبية بحي "ميسونيي" بالعاصمة ، وعليه اتصلت الضحية بالمشعوذ وحددت معه موعد في المحل ، وبعد وصولها اتصلت به فأخبرها أنها توافيه بمحطة الخروبة وتنقلت بسيارتها وأقلته، بعد أن طلب منها أن تتوجه إلى مكان معزول بعيد عن الأنظار، وفور توقفها طلب منها أن تمنحه إسمها وإسم والدتها وأكدت خلال المحاكمة أنه كان يحمل ورقة مكتوبة بحروف غير مفهومة مع قارورة بها ماء بني، كما قام بإخراج جلد حيوان وقطعة قماش بيضاء بعد أن قرأ طلاسم الشعوذة، وبعد ذلك أخبرها بأنها تعرضت لسحر يهودي وتم وضعه في المقبرة، وبعدها طلب منها مبلغ 2600 دينار جزائري ولكنها منحته فقط 200 دينار وطلبت منه أن يزور بيتها، وفي اليوم الموالي زارها بالبيت ورأى أختها المريضة التي تعاني من شلل نصفي، وبمجرد رؤيتها أكد لها أنها مسحورة وسيقوم بشفائها وبعد قراءة آيات قرآنية أكد أنها مسكونة من طرف الجن وقام بإخراج إثنين وبقي واحد ووعدها بإخراجه على أن تمنحه مجوهراتها لكي يقوم بتحصينها، وفي الغد إتصل بها وطلب منها صورة لأختها وملابسها الداخلية إضافة إلى خاتمها الذهبي، وقام برقية المنزل ومنحها مواد طلب منها أن تلقيها في البحر فألقتها بشاطيء كيتاني، وفي اليوم الثالث قدم إلى المنزل مرة أخرى،و أكدت أنها شمت فيه رائحة الخمر ولكنه أنكر بحكم أنه راقي يقرا القرآن ولا يجوز له شرب الخمر، ولما ذهبت إلى المطبخ لتحضر له قارورة من الماء بناءا على طلبه، قام بسرقة المصوغات وهرب مباشرة وأغلق هاتفه النقال وبعدها تحدث إليها صديقه وأخبرها بأنه ينتظر شيخ الزاوية لكي يساعده في تحصين أختها، وبعدها إكتشفت أنها تعرضت للنصب فتوجهت مباشرة إلى مركز الشرطة وقامت بالتبليغ،وطالبت بإعادة مجوهراتها التي تقدر بين 45 و50 مليون سنتيم، أما المتهم الذي إعترف بالتهمة المنسوبة إليه، وهو مسبوق قضائيا بسنتين حبس نافذة سنة 2002 بتهمة النصب والإحتيال، فصرح خلال استجوابه أنه تعرف على صديقة الضحية بالحافلة وتركت له رقم الهاتف ، وفي اليوم الموالي اتصلت به الضحية والتقت به ، ولما تنقل إلى منزلها تعرف على أختها المريضة ووعدها بشفائها ، لكن الضحية أحضرت له صورة شخص في المجلة يدعى "صالح" وطلبت منه أن يزوجها به ، مقابل أن تمنحه المجوهرات وبالفعل قام بأخذها ولاذ بالفرار وقام ببيعها مقابل مبلغ 14 مليون سنتيم. وأوضح أنه لم يقم بالشعوذة في حياته ولكنه استغل سذاجتها . كما قامت هيئة المحكمة باستجواب طرفان آخران في القضية وهما كل من" حمزة" و" عبد المجيد" اللذان وجهت لهما تهمة إخفاء أشياء مسروقة بعد أن قاما بشراء المجوهرات من المتهم، حيث أكد عبد المجيد وهو مسبوق قضائيا بنفس التهمة أنه لم يشتري الذهب من المتهم الذي قدم إليه وهو في حالة سكر وأخبره بأنه طلق زوجته وهو بحاجة إلى المال ، وقام بعرض المجوهرات عليه لبيعها ، ولكنه تشاجر معه وقام بدفعه فذهب دون أن يبيع له، أما المتهم الثاني فاعترف بأنه اشترى مجوهرات من عند عبد القادر بقيمة 4 ملايين سنتيم في ساحة الشهداء وأمام العلن وبسعر الذهب المستعمل، وأنكر معرفته بأن المجوهرات مسروقة، أما دفاع المتهم وخلال مرافعته طالب بأقصى ظروف التخفيف واعتبر الضحية شريكة في الجرم لأنها صدقت الخرافات ، كما طالب بتبرئة المتهمين الآخرين ، وعليه التمس وكيل الجمهورية الحكم السابق على أن يتم النطق بالحكم الأسبوع المقبل . سارة ب