حيثيات القضية استنادا لما جاء في جلسة المحاكمة تعود إلى يوم 21 جانفي الماضي ، عندما اقتحمت عصابة متكونة من خمسة أفراد فيلا صاحب مطعم بعين طاية في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا , أين قامت بالتسلق إلى الطابق الثاني واقتحام الفيلا بكسر النوافذ والأبواب , وعندما وجدت الوالد وابنه قامت بإشهار الأسلحة البيضاء في وجههما حيث قامت بتكبيل وتكميم الابن على مرأى والده من أجل وضع الأب أمام الأمر الواقع وإعطائهم الرقم االسري للخزانة, وهو ما استجاب له الوالد بعدما رأى فلذة كبده منطبحا على الأرض والسكين في رقبته ، و كان على وشك الذبح من طرف أفراد العصابة. وبعد حصول العصابة على الرقم السري قاموا بالاستيلاء على كمية من الذهب ، قيمته المالية تقارب ال200 مليون سنتيم إضافة إلى سرقة مبالغ مالية بالأورو قدرها ألفي أورو ، و خمسة ملايين بالعملة الوطنية إضافة إلى أربعة ساعات ذهبية و هواتف نقالة وجواز سفر وبطاقة إقامة في فرنسا.
و حسب ما ذكره وكيل الجمهورية في مرافعته فإن الضبطية القضائية قامت بمجهودات كبيرة جدا وصعبة من أجل الوصول إلى المتهمين الخمسة , حيث تم القبض على أربعة ، تعلق الأمر بكل من " د. حمزة"، "ش ،ي" ، "ع، ب" و "س ، م" ، فيما لازال الخامس في حالة فرار المدعو "عثمان" شقيق حمزة.
وقد تم التعرف عليهم بعد لجوء الضبطية القضائية لشريحة الهاتف النقال من خلال المكالمات الهاتفية التي أجرتها العصابة ليلة ارتكاب الجريمة , إضافة إلى اعتراف المتهم " س- م " بعد حجز بعض المسروقات بحوزته ، كما أن الشاهد الوحيد في القضية " صديق ابن الضحية" تعرف بدوره على أحد المتهمين, بعدما كان على وشك زيارة صديقه للاطمئنان عليه , ولما دق له منبه سيارته خرج المتهم " د- حمزة" بدون قناع أمام الباب وقال للشاهد بأن صديقك " أ – ر" قادم في الطريق موهما إياه بأنه يعرف الضحية لتلوذ بعدها العصابة بالفرار.
وقد مثلت العصابة بمحكمة الجنح بالرويبة , في جلسة دامت لأكثر من ثلاثة ساعات كاملة , وخلالها التمس وكيل الجمهورية إعادة تكيف القضية على أساس جناية ، بالنظر لأن كل عناصر الجناية قائمة نظرا إلى خطورة وقائعها , واحتياطيا التمس الحبس النافد لمدة 10 سنوات في حق كل أفراد العصابة مع إصدار أمر بالقبض على المتهم الفار "ع- د" وتغريم كل واحد منهم مليون دينار جزائري.
من جهته دفاع الضحيتين " أ- سعيد" وابنه " أ. رياض " طالب بضرورة إعادة تكييف القضية من الجنحة إلى الجناية لكون كل عناصر الجريمة قائمة , من خلال اقتحام منزل عن طريق التعدد والتهديد في ظرف الليل وحمل سلاح محظور والتسلق ، كل هذه حسب الدفاع من شأنها إدانة العصابة بعقوبة الجناية.و في الأخير طالب بالتعويض المادي والمعنوي للضحيتين , حيث طالب بتعويض مبلغ 20 مليون للابن رياض بعد التعذيب الذي تعرض له من طرف العصابة , ومبلغ 295 مليون سنتيم للوالد ، و المتمثل في قيمة المسروقات ، فيما أجلت هيئة المحكمة الفصل في القضية للأسبوع المقبل بعد المداولات القانونية . شهرزاد.م