في موقف يتعارض والموقف الرسمي للدولة الجزائرية الرافض لي أشكال التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني، وقف رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف، تحية للعلم الصهيوني خلال فعاليات الدورة الدولية للجودو والتي تحتضنها العاصمة الفرنسية باريس. وشوهد بيراف وهو يقف مستعدا تحية لعلم الكيان الغاصب، وبثت القنوات المحلية فيديو يظهر بيراف وهو يقف مع باقي الشخصيات الأولمبية الحاضرة للنشيد الصهيوني، لكون الرياضي الفائز في إحدى المنافسات ينتمي إلى دولة الكيان الصهيوني، في موقف يتنافى حتى والتضحيات التي قدمها الرياضيون الجزائريون على مدار التاريخ، بانسحابهم من مختلف المنافسات الرياضية، كان بعضهم على وشك التتويج فيها، عندما وجدوا أنفسهم في مواجهة رياضيين إسرائيليين، في أكثر من منافسة وفي أكثر من رياضة. وأثار تحية بيراف للعلم ونشيد الكيان الصهيوني موجة غضب ومطالبات بإقالته من منصبه، بل ومحاسبته على هذا الموقف الذي يتعارض تماما مع مواقف الجزائر من القضية الفلسطينية والتي تتمحور حول مقاطعة إسرائيل رياضياً، بحيث كان يتعين على رئيس الهينة الأولمبية الجزائرية على الأقل الخروج من القاعة حتى لا يضع نفسه والدولة الجزائرية في حرج كبير كهذا. ويعتبر بيراف من الرياضيين المخضرمين ومن السياسيين بحيث ينتمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، كما تقلد عدة مناصب سامية في الدولة وآخرها نائب بالمجلس الشعبي الوطني لأكثر من عهدة، وهو ما يجعل مسؤوليته مزدوجة فيما بدر منه. وقد خلف هذا الموقف المخزي انتقادا كبيرا لدى الجزائريين في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث طالبت منشورات الدولة الجزائرية التدخل لمحاسبته على ما بدر منه، وعلى الأقل إقالته من منصبه، بالطريقة التي تحجمي الجزائر من أية عقوبات من اللجنة الأولمبية الدولية، خاصة وأن الدولة تملك من الملفات على بيراف ما تجعله يركع ويقدم استقالته من دون ضجيج. وعلق أحد الناشطين بقوله: “لم يكن يتوجب لرئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف أن يقف استعداداً لعلم ونشيد الكيان الصهيوني المحتل، يجب على السلطات العليا تنحيته فوراً ومحاسبته”، فيما كتب آخر “ما فعله رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف بوقوفه في يوم يصادف اليوم الوطني للشهيد مستعداً لنشيد وعلم الكيان الصهيوني جريمة سياسية في حق شهداء الجزائر”، وتابع “الدولة الجزائرية ترفض التطبيع مع الكيان الصهيوني وعلى السلطات اتخاذ الإجراءات اللازمة ضده”. يشار إلى أن بيراف له علاقات متوترة مع السلطات الوصية ممثلة في وزارة الرياضة، وهو ما يعقد من وضعيته في تجاوز هذه المعضلة.