تسعى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالتعاون مع ولاية تلمسان إلى إقامة مؤتمر دولي يتناول هذا التواصل من خلال بحث أثر تلمسان على الحواضر العلمية في العالم الإسلامي وتأثير هذه الأخيرة على حضارة تلمسان والجزائر وذلك يوم 08 و09 شعبان 1432 الموافق ل 10 و 11 جويلية 2011 عرفت حاضرة تلمسان تطورا متميزا منذ دخول القائد الإسلامي الصحابي أبي المهاجر دينار الذي فتح قبل تلمسان ميلة وبسكرة وألف بين الأمازيغ والعرب لمحاربة البيزنطيين، وعرفت إمارة الأدارسة السليمانيين بها انتعاشا اقتصادياً وثقافياً والتي كانت حدودها تصل إلى برج حمزة (البويرة حاليا) وتوالت عليها الدول الإسلامية التي قامت في الغرب الإسلامي مثل المرابطين والموحدين إلى أن جاء بنو عبد الواد فأسّسوا دولة أقام في كنفها علماء وفقهاء ، وعرفت ازدهاراً في الرياضيات والفلك والطب ، وبناء المساجد والمدارس العلمية التي تخرج منها علماء وفقهاء وقضاة من مختلف بقاع الدول الإسلامية ، لقد كانت تلمسان عاصمة حضارية وقبلة لعلماء من تنس وفأس والأندلس والونشريس والقيروان ، وبعد صراع مع الغزو الإسباني الصليبي استطاع السكان إقامة رباطات في ثغور السواحل الجزائرية وثم تحريرها بفضل خير الدين وأخيه عروج وظلت تحت الحكم العثماني إلى زمن الاحتلال الفرنسي، وقد عرفت نهضة علمية في القرن العشرين بفضل دار الحديث والحركة الصوفية النشطة وكذا ظهور زعماء وطنيين،كما حافظ التلمسانيون على الطابع المعماري الإسلامي المتميز وعلى السماع الصوفي والموسيقى ومخطوطات أجدادهم. هكذا شكلت تلمسان خلاصة لحواضر علمية أخرى مثل القيروان وقرطبة والمدن الأندلسية وفأس والقاهرة وبغداد والشام ، كما أثّر علماؤها وأدباؤها على حركات ثقافية وفكرية في البلاد الإسلامية مثل أبي مدين الغوث وعفيف الدين التلمساني والمقري والسنوسي والشريف التلمساني ، وكان لحركة الهجرة التلمسانية نحو الشام في فترة الاحتلال الفرنسي أثراً على التصوف والنهضة في دمشق. إن الزخم العلمي والحضاري المتميز يشكّل فضاء تواصل قديم – جديد – ويفتح أفقاً مستقبلياً لثقافة إسلامية متفاعلة عالمية تتواصل بانفتاح اجتهادي مع ثقافات إنسانية أخرى.