عاشت محطات البنزين والخدمات، أمس، حالة طوارئ قُصوى بسبب تخوف المواطنين من أزمة وقود ستحدث في حالة ما إذا اتسعت رقعة الحجر الصحي العام لتشمل ولايات أخرى، بسبب تفشي فيروس كورونا، وذلك بعد رواج إشاعات في مواقع التواصل الاجتماعي عن إمكانية غلقها، حيث انتظمت طوابير لا متناهية للسيارات والشاحنات للتزود بمختلف أنواع الوقود، ضاربين عرض الحائط إجراءات الوقاية التي أقرتها الوزارة لتقليص رُقعة الوباء ومنع انتشاره. وأبدى أصحاب المحطات استيائهم، من الطوابير اللامتناهية التي ستزيد من خوف وذعر المواطنين، في وقت نفت وزارة التجارة إصدارها أي قرار بغلق محطات الوقود كإجراء احترازي لتفادي انتشار فيروس كورونا، وأوضحت في بيان لها: ” تنفي وزارة التجارة نفيا قاطعا صدور أي قرار صادر عن مصالحها بغلق محطات الوقود والذي تداولته بعض الجهات على منصات التواصل الاجتماعي. من جهتها أكدت وزارة الطاقة أن الشبكة الوطنية لمحطات الخدمات ستبقى مفتوحة على مدار الساعة و كامل أيام الأسبوع، خلافا للشائعة التي يتم ترويجها على شبكات التواصل الاجتماعي. وأضافت الوزارة أن جميع المنتوجات البترولية متوفرة “بكميات كافية من شانها تلبية كل الطلبات مهما كان حجمها بكل أريحية”. وأشار ذات المصدر إلى ان “المخازن المتوفرة على مستوى محطات الوقود التابعة لنفطال مملوءة بنسبة تفوق 75 بالمائة بتاريخ 30 مارس 2020 مقابل 60 بالمائة عند اتخاذ إجراءات الحجر الصحي التي أقرتها السلطات العمومية”. وبدأت الطوابير أمام محطات البنزين، منذ الساعة الثامنة صباحا، ونظرا لاتساعها اضطر أعوان الأمن في بعض المحطات للتدخل بهدف توعية المواطنين بضرورة احترام مسافة الأمان الإجبارية على الأقل 1 متر بين الأشخاص، وتحولت مشاهد طوابير المركبات إلى أرق للمواطنين والعاملين على مستوى محطات البنزين، حيث قال أحد المواطنين في محطة قهوة شرقي بالعاصمة ل ” الجزائر الجديدة “: ” أنا هنا منذ الساعة التاسعة صباحا، والساعة الآن تشير إلى العاشرة صباح، ولم يحن دوري بعد “، وقال مواطن آخر قدم من خميس الخشنة لملأ خزان وقود شاحنته: ” المشهد ذاته تشهده محطات الوقود في كل من الرغاية والرويبة وهراوة وعين طاية، فالمحطات منذ الساعات الأولى من صبيحة اليوم تعرف ضغطا رهيبا “. ومن جهتهم كشف أحد العاملين بمحطات الوقود أن السبب الرئيسي وراء هذه الطوابير هو تخوف المواطنين من تكرار سيناريو البليدة حيث أمر والي ولاية البليدة كمال نواصر بالغلق الفوري لكافة محطات الوقود والخدمات على مستوى الولاية، بهدف الحد من الحركة والتنقل داخل تراب الولاية للحد من انتشار وتفشي فيروس كورونا على مستوى الولاية، وأوضح المتحدث أن ما يقارب 70 بالمائة من المواطنين الذين توافدوا على محطات البنزين يقصدون من أجل ملئ ما ينقص خزاناتهم الممتلئة، وهو ما زاد من حدة الطوابير وحدوث مشادات ونزاعات بين المواطنين