تناول المؤرخ الفرنسي جون لوك إينودي، في كتابه الجديد والذي جاء تحت عنوان "مشاهد من حرب الجزائر في فرنسا" عن دار نشر شيرش ميدي بباريس، أحداث المجازر الأليمة التي مست الشعب الجزائري إبان الحقبة الاستعمارية وبالخصوص مجزرة 17 أكتوبر 1961 بباريس. سلط الكاتب في الشق الأول من الكتاب الضوء على الحرب التي قال عنها بعض المؤرخين " حرب المقاهي " ، التي نشبت بين جبهة التحرير الوطني والمصاليين والذين أطلق عليهم اسم الحركة الوطنية الجزائرية، كما تطرق لبعض التصفيات الجسدية التي قام بها الجيش الفرنسي للعديد من الأشخاص والذين هم بمثابة وثائق فيدرالية.وفي سياق آخر قال المؤرخ عن هذه المعركة " انه لا جدوى في صراع دامي بين رجال كانوا فيما مضى يتقاسمون نفس الطموحات، وناضلوا في حزب واحد، وهو الحركة من أجل الحريات الديمقراطية، فكيف وصل بهم الأمر إلى أن يكنوا لبعضهم البعض حقداً لم يترك بديلا آخر سوى التخلي عن انتمائهم أو الموت؟".أما بالنسبة للشق الثاني من كتاب "مشاهد من حرب الجزائر في فرنسا"، سرد جون لوك إينودي أعماله التي وصفها أعضاء الجبهة بالأماكن الحساسة للحركة الوطنية الجزائرية، على غرار مقهى بمدينة "ليل" والتي راح ضحيتها 12شخصا منهم أربعة موتى.وعلى هذا الأساس قال الكاتب أنه ما من سبب يدفع الإخوة للاقتتال فيما بينهم لان هذا الأمر سيهبط من عزيمتهم ويشتت سبلهم، ولن تبق بذلك قضية وطن وإنما تعرج معرجا آخر ألا وهو الدفاع عن المصالح الشخصية.