من الواضح أن تأثير الثورة المصرية التي أطاحت بنظام مبارك قد سيطرت على صناع الفن، حيث سارعوا إلى دمج بعض المشاهد واللقطات التي تتماشى ومعطيات الثورة التي صنعها الشعب المصري، لتواكب الأحداث الراهنة التي تعيشها البلاد منذ ال25 جانفي الماضي، إذ يكشف مسلسل "الشوارع الخلفية" الذي تقوم ببطولته الفنانة ليلى علوي والنجم السوري جمال سليمان، مدى غطرسة الحكام ومعاملتهم غير الأدمية مع شعبهم، العمل مأخوذ عن رواية للروائي الكبير عبد الرحمان الشرقاوي وهي تحمل الاسم نفسه، وتدور أحداثه عام 1935 حول ضابط يرفض إطلاق النار على الثوار، إلا أن أحداثه تتطابق كثيرًا مع الواقع الحالي الذي عاشه الشعب المصري في الثورة التي قادها للإطاحة بنظام مبارك الفاسد. وتلعب الممثلة اللبنانية نيكول سابا دور البطولة في مسلسل "نور مريم" للمخرج إبراهيم الشوادي، الذي يتمحور حول شخصية "مريم" الطبيبة المختصة في جراحة القلب لدى الأطفال، والتي تهتم في عملها بالجانب الإنساني بشكل كبير لدرجة تجعلها تعالج الأطفال نفسيا، ولكن يلازمها سوء الحظ في حياتها الشخصية، لأنها تتزوج من محامي انتهازي يرمز للنظام الفاسد. فيما قرر فريق مسلسل "العيادة" خوض تجربة مختلفة هذا العام، بانتقال أبطال العيادة إلى ميدان التحرير لمعالجة الثوار وتعرضهم للكثير من المواقف، ويتطرق المسلسل أيضا الذي يشارك في إخراجه عمرو عرفة وماجد مجدي للمشاكل التي تعرض لها الثوار بداخل الميدان، ويشارك في بطولة المسلسل بسمة وادوارد وخالد سرحان. وفي ذات السياق، قرر الممثل خالد الصاوي تغيير نهاية مسلسل "خاتم سليمان" لتتماشى مع أحداث الثورة، نظرا للدور الذي لعبه الصاوي في أثناء الثورة ومساندته للشباب، وتدور أحداث المسلسل حول جرح سلبي تنتهي حياته بمرض الشيزوفرينيا مما يجعله يخلق عالما خاصا له بعيدا عن الواقع الظالم الذي كان يعيش فيه. وتلبس صابرين الشعر المستعار "البيروكة" مرة أخرى في "لحظة ميلاد" للمخرج وليد عبد العال، وتؤدي صابرين دور الدكتورة ميرفت أستاذة بكلية الآداب تواجه صعوبات في ممارسة عملها الجامعي والعناية بأبنائها بعد أن سافر زوجها للعمل خارج البلاد، ويشاركها البطولة كل من: كمال أبورية، آيتن عامر، نشوى مصطفى وأحمد خليل، كما يتناول المسلسل حالة الركود التي عانت منها مصر في السنوات الأخيرة وحتى اندلاع الثورة. بينما تطرق اعمال أخرى قضية الوحدة الوطنية خاصة في ظل الأزمة الطائفية التي شهدتها مصر منذ فترة بسيطة وبعد الثورة المصرية، فالجزء الثالث من مسلسل "الدالي" سيركز على الصداقة الوطيدة التي جمعت بين سعد الدالي الذي يقدمه الفنان نور الشريف وصديقه القبطي عزيز رفقي. ونظرا للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعرفها مصر، وتوقف حال بعض المنتجين، قرر صناع مسلسل "دوران شبرا" تقليص عدد حلقاته إلى 15 حلقة فقط، تسلط الضوء معيشة المسيحيين والمسلمين وارتباطهم ببعض، والمشاكل التي يواجهها سكان هذا الحي من محاولات لاشاعة التفرقة بين الجيران، أو محاولة بعض رجال الأعمال الفاسدين طرد السكان لازالة العقارات وبناء مشاريع تجارية، مع العلم ان حي شبرا يعتبر من الأحياء الشعبية المصرية التي تقطنها الأغلبية مسيحية، المسلسل من اخراج خالد الحجر وهو مخرج فيلم "الشوق" الحائز على الجائزة الكبرى في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرية السينمائي الدولي، ويشارك في بطولة العمل نخبة من الممثلين المصريين على غرار: دلال عبد العزيز وعفاف شعيب وسامي العدل وهيثم أحمد زكي ومحمد رمضان. فيما تدخل الفنانة غادة عبدالرازق المنافسة فى رمضان بمسلسل "سمارة" سيناريو وحوار السيناريست مصطفى محرم، وهو مأخوذ عن الفيلم الشهير الذى يحمل الاسم نفسه وتم تقديمه فى الخمسينيات من القرن الماضى كمسلسل إذاعى لعبت بطولته الفنانة سميحة أيوب، وأيضًا تم تقديمه كفيلم سينمائى لعبت بطولته تحية كاريوكا. أما الفنانة سمية الخشاب فتنافس بمسلسلين، وهما مسلسل «وادى الملوك» والذى يشاركها فى بطولته الفنانة صابرين، وريهام عبدالغفور ومجدى كامل، وتدور أحداثه فى بدايات القرن التاسع عشر ويتناول الصراعات الاجتماعية التى دارت وقتها، كما تنافس بمسلسل «كيد النسا» والذى تقاسمها بطولته الفنانة فيفى عبده، وتدور أحداثه فى إطار كوميدى حول زوجتين لرجل واحد، «المعلم حنفى» الذى يقوم بدوره الفنان أحمد بدير وهو زوج «فيفى عبده»، ويملك فرنًا هو وزوجته، وشخصيته ضعيفة أمامها، مما يدفعه للزواج بامرأة أخرى «سمية الخشاب» ليشعر برجولته. هبة الرحمان