النظافة من الإيمان لكن الإفراط يؤدي إلى الوسواس يشل مرض الوسواس القهري المتعلق بالنظافة حياة الفرد ويسبب له إعاقة فعالية بكل ما تعني من كلمة ،كما يهدم جميع العلاقات الإنسانية والاجتماعية بسبب سلوكيات قهرية يراها الآخرون غريبة وغير منطقية، وخير مثال عن هذا المرض الحاجة "جوهرة" مشكلتها الكبيرة والعويصة في هذه الحياة هي الطهارة ، هذه المرأة صار سنها اليوم يفوق الستين سنة ،مشكلتها بدأت مع العادة الشهرية التي لم تفارقها حتى بلغت التاسعة والأربعين ،ولما توقف الحيض أصيبت بنزيف دموي راودها لمدة شهر تقريبا ، وأصبحت بذلك تشك في طهارتها وتغسل يديها في كل وقت ثم تعيد ذلك ثم تستحم ، وبعدها تعيد التنظيف قبل ساعة من الزمن تقول" أشعر أن هذا الدم النجس في كل مكان ، و في كل أنحاء جسمي ..في فراشي في كل مكان ، فأنظف وأنظف حتى أصبحتا يداها مصابتين بالجروح بفعل الغسل في كل وقت ، وتقول لقد فقدت لذة العيش والاستمتاع بالحياة وصرت أرى في كل شيء دم ونجاسة وعلي أن اغتسل واغتسل خاصة عند إقدامي على الطبخ . وهذه أمال البالغة من العمر ثلاث وعشرين سنة التي تقول "بدأت مشكلتي منذ بضع سنوات ، حيث أصبحت أعاني من مرض الوسواس القهري المتعلق بالنظافة ، لدرجة أنني أصبحت أكره فراشي الذي أنام عليه ، ولو اقترب أحد إخوتي من هذا الأخير أفقد صوابي وأتعصب بحدة ، كما كنت أكره الشرب من كأس شرب منه غيري ، وأخشى دخول المراحيض حتى ولو كانت نظيفة ، بالإضافة إلى الاستحمام الذي يأخذ من وقتي الكثير ، وأصبح الوسواس يشكل لي إحراج كبير مع الأقارب والأصدقاء ، وغالبا ما أقع في مواقف للسخرية و الاستهزاء والتعليق السلبي ، وهذا ما يستدعي مني الانسحاب الفوري إلى المنزل . شرح أخصائيين لهذا المرض . تؤكد أخصائية نفسانية أن مرض الوسواس القهري هو عبارة عن مجموعة من الأفكار المتسلطة على الإنسان ، والتي يصعب التخلص منها فتتكرر وتتكرر على المريض رغما عنه ، ولعل أغرب ما في هذا المرض هو أنه يدافع عن نفسه وكأن له عقل خاص به ، حيث يشعر المريض أن الرأي الخطأ هو الصواب ، والصواب هو الخطأ ، فتختلط عليه الأمور ويبدأ بالاضطراب وتكرير الفعل مرات عديدة . وتقول أيضا أن الوسواس القهري ، هو قوقعة مغلقة لا يمكن الخروج منها بسهولة لأن هذه الأفكار تسيطر على المريض وعلى نظام حياته وتدخله في مرحلة اللاوعي ، حيث يقوم بالأشياء ويكررها مرات عديدة دون أن يدرك أنه قام بها في السابق ، ويعتقد أنه لم يقم بالفعل في السابق على الشكل الصحيح ،كأن يغتسل الإنسان ويشك أنه لم يبلغ مستوى النظافة والطهارة المرجوة ، وأن يصلي ثم يعيد الصلاة معتقدا أنه لم يؤديها على الوجه الصحيح ،و تضيف أن المريض يحتاج إلى جلسات علاج نفسية لمعرفة سبب المرض ووصف العلاج الصحيح . ليلى.م