بكل رزانة وثقة بالنفس، استطاع جمال بلماضي أن يؤمن فوزا تاريخيا بملعب رادس بتونس، في داربي مغاربي كبير أمام نسور قرطاج، بهدفين حملا توقيع بونجاح والنجم رياض محرز. الخضر لم يتركوا المنافس يأخذ بزمام الأمور ودفعوه للتموقع في نصف ملعبه منذ البداية بسلسلة من الهجمات أتت أكلها وسمحت للمنتخب بتحقيق الانتصار في الشوط الأول قبل أن يسير الثاني بكل رزانة. بلماضي الذي درس طريقة لعب المنافس بطريقة معمقة شاهد أخطاء هذا الأخير في مباراة الكونغو وقرر أن يستغل الهفوات التي لم يرها مدرب منافس تونس السابق، بحيث أكد بلماضي أنه قرر حرمان التونسيين من اخراج الكرة بتمريرات قصيرة وهي الثغرة التي لم يتفطن لها الكونغو فكان الضغط العالي من دفاع الخضر الذي أوقع بالخزري وزملائه في هجوم النسور في فخ التسلل في العديد من المرات في حين أن كل لاعبي المنتخب اقتربوا من النصف التونسي ما جعل ظهور زروقي في منطقة عمليات المنافس عاديا ناهيك عن توغلات فغولي في مركز الميدان تزداد وتمنح محرز فرصة تسجي الهدف الثاني. قراءة بلماضي للمباراة كانت صائبة ولولا سوء الحظ في الشوط الثاني،لوصلت الجزائر مرات أخرى الى مرمى المنافس لتصير النتيجة أثقل، لكن الأهم كان تصرف زملاء الرائع بلقبلة الذي قطع كرات لا تعد ولا تحصى وأمن لنفسه مكانة في التشكيلة الأساسية للخضر ممهدا بذلك لخروج تدريجي بقديورة من الفريق الأساسي وربما من المجموعة بعد أن ظهر بوجه متواضع خلال هذا التربص. بلماضي الذي أكد في تصريحاته في ندوته الصحفية الأولى مع انطلاق التربص الأخيرة أنه لا يعلم ان كان تأجيل تصفيات المونديال شيء ايجابي، استطاع أن يستثمر في هذه النقطة ويجعل التأجيل مفيدا له ولفريقه وللاعبيه بعد أن حقق المنتخب 3 انتصارات متتالية في ظرف 8 أيام رقم يسمح للمنتخب الوطني بالصعود في ترتيب الفيفا ويتجاوز من جديد منتخب نيجيريا المتعثر خلال هذه النفاذة بخسارة وتعادل أمام الكاميرون، في حين أن المرتبة الثانية لمنتخب تونس صارت قاب قوسين أو أدنى من أن تؤول للمنتخب الوطني وبذلك زعامة المنطقة العربية كرويا في انتظار ترتيب المنتخبات الذي سيصدره الاتحاد العالمي للعبة بعد أسابيع. أما من جانب الأرقام القياسية، فتم التأكد رسميا من تحطيم بلماضي وكتيبته لرقم الفيلة السابق ب 26 لقاء من دون خسارة ببلوغ اللقاء ال27، وهوما يفتح المجال أمام استهداف رقم منتخب البرازيل واسبانيا ب35 مباراة دون هزيمة والذي قد يصله الخضر مع مطلع كأس افريقيا في الكاميرون ان مرت تصفيات المونديال وخاصة خرجة الخضر الى بوركينافاسو بسلام.