ركزت الدورة الحادية عشر للفيلم المغاربي التي تجري حاليا في العاصمة الفرنسية باريس على موضوع المجازر التي ارتكبتها السلطات الفرنسية في حق المئات من الجزائريين الأبرياء حيث تم اختيار 12 فيلما منها ما سيعرض للمرة الأولى بمناسبة الذكرى الخمسين لهذه الأحداث المأساوية. و من أبرز الأفلام التي ستعرض خلال هذه التظاهرة "أكتوبر الأسود" للمخرج جاك بانيجل وهو فيلم وثائقي من 70 دقيقة يسرد الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها الشرطة الفرنسية حيث منع من العرض سنة 1962 وهدد المخرج بالمتابعة. ويعد المخرج أول من نبه الرأي العام لهذه الجرائم التي ارتكبت بالعاصمة الفرنسية بعد أسابيع من وقوع هذه الأحداث الأليمة. وجاء في مقدمة فيلم "بخصوص أكتوبر" الذي أخرجه رئيس مؤسسة "باسم أكتوبر" مهدي لعلاوي شهادات للمؤرخين جون لوك اينودي و جيل مانسرون و الصحفي دانيال ميرمي كما ابرز من جهته المخرج روني فوتييه قيمة عمل بانيجل و أثره. كما سيعرض بالمناسبة الفيلم الأخير لياسمينة عدي "هنا أغرق الجزائريون" من خلال شهادات وأرشيف يعرض لأول مرة حيث يسرد الفيلم عبر 90 دقيقة مراحل هذه الأحداث و ما سخرته الدولة آنذاك من وسائل في استغلال الرأي العام و التعتيم ومنع القيام بالتحقيقات. و حسب المخرجة فإن الفيلم ليس عملا وثائقيا كلاسيكيا وإنما "يهدف إلى تحديد الأبعاد الإنسانية لهذا المنعرج الذي طالما تم نكرانها". كما سيتم خلال هذه الأيام السينمائية عرض أفلام سبق وان عرضت من بينها "شهادات أكتوبر" للمخرج سيباستيان باسكو 2002 حيث قدم عرضه الأولي يوم الجمعة بمقر القنصلية الجزائرية ببوبيني باريس و سيتم عرض اغلب الأفلام حول أحداث 17 أكتوبر بكل من باريس قاعة السينما رقم 3 - لوكسمبورغ و بالضاحية الباريسية و ليون و بيزانسون وليل و جنيف