تعكس الدعوة التي وجهتها حركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير الوطني، للامين العام للحزب عبد العزيز بلخادم، باستئناف الحوار من أجل رأب الصدع ، أنه لم يعد هناك خيارات كثيرة بالنسبة لأعضاء حركة التقويم، وأن الذهاب نحو قوائم حرة سوف لن يحقق النتائج المرجوة كتلك التي يوفرها غطاء الآفلان للمترشحين في الاستحقاقات المقبلة. وقد ظهر هذا جليا من خلال الدعوتين المتتاليتين للمنسق الوطني لحركة التقويم والتأصيل، الصالح قوجيل، الذي طلب من عبد العزيز بلخادم الجلوس مجددا إلى طاولة الحوار، وهذا خلال الاجتماع الوطني الذي نظمته الحركة بقاعة الحفلات القمم بدرارية خلال الشهر الماضي والذي جدده المنسق خلال الندوة الصحفية الأخيرة. وتظهر لحد الآن دعوة الصالح كوجيل، لبلخادم عادية ومنطقية ، كونها محسوبة على ما تفرضه الأجندة السياسية المستقبلية خاصة الانتخابات المحلية والتشريعية التي لا يريد أنصار الحركة تفويتها وجعل نتائجها تؤول إلى أنصار بلخادم وحدهم، حيث لمست حركة التقويم و التأصيل أن الترشح بقوائم حرة لن يحصد النتائج المرجوة و المنتظرة كتلك التي ستحققها في حالة ما إذا ترشحت بغطاء القوائم الحزبية . ويظهر هذا التحدي بقوة بالنسبة للمترشحين الذين سيخوضون الانتخابات التشريعية، لسنة 2012، أكثر مما يظهر بالنسبة لهؤلاء الذين سيخوضون الانتخابات المحلية، كون التشريعيات ترتبط بالبرلمان و التمثيل الذي سيعكسه المترشح الفائز بالمؤسسة التشريعية ، كما أنها لا ترتبط أحيانا بالشخص المترشح أكثر مما ترتبط بالمؤسسة الحزبية التي يمثلها وعلى هذا الأساس تكون النتائج. أما بالنسبة للانتخابات المحلية فعادة ما تحسم نتائجها بعلاقات القرابة والمحيط التي ينسجها المترشح مع دائرته وعشيرته، فلا يحتاج فيها المترشح عادة إلى نفس قوة الغطاء الحزبي الذي يتمسك به المترشح في الانتخابات التشريعية المقبلة. وكان الصالح قوجيل، قد أعطى الضوء الأخضر لمناضلين بالاستعداد لهذه الاستحقاقات، و تسعى حركة التقويم في الوقت الراهن إلى التفاهم مع الأمين العام وفق شروطها، وهذا حتى لا يقصى مناضلوها من قوائم الترشح التي سيتم أعدادها بالأمانة العامة للحزب. و من المؤكد أن خيار عودة بعض المناضلين للترشح تحت غطاء الحزب سيمكنهم من التقدم أكثر مقارنة بترشحهم في قوائم حرة، التي عادة ما يسيطر عليها رجال المال والأعمال الذين لديهم ما يعتمدون عليه للفوز في الاستحقاقات، و هو ما سيكون لا محالة مخيب للذين سيدخلون الانتخابات بدون غطاء حزبي. بوصابة ع