في خطوة لم تكن منتظرة أقدم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، على إقالة الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للمحروقات " سوناطراك "، نور الدين شرواطي، وعين خلفا له عبد الحميد زرقين رئيس فرع الشركة بسويسرا . ورغم أن قرار الإقالة جاء مفاجئا وسبقته قبل أيام إشاعات تأكدت لدى زيارة رئيس الجمهورية للدوحة للمشاركة في قمة الدول المصدرة للغاز الطبيعي حين لم يرافقه فيها نور الدين شرواطي باعتباره المسؤول الأول عن الشركة التي تدير مشاريع النفط والغاز الجزائري، وهي إحدى أكبر شركات النفط في العالم التي اهتزت سمعتها اثر فضائح فساد، بحسب مصدر من وزارة الطاقة. وكان زرقين (61 سنة) يشغل منصب مدير فرع الشركة المكلف بتسويق الغاز (سامكو) الذي يقع مقره بلوغانوفي سويسرا، لينصب في مكان شرواطي الذي تم تعيينه قبل أقل من سنتين في منصبه خلفا لعبد الحفيظ فغولي الذي تسلم المنصب مؤقتا بعد إقالة محمد مزيان اثر فضيحة فساد هزت الشركة. ولم ترشح أية معلومات رسمية عن الأسباب الحقيقية لإقالة شرواطي سوى مجرد تخمينات إعلامية رغم أن شرواطي كذب هذه الإشاعات ووصفها بغير البريئة، كما انه حرص على الظهور في نشرة الأخبار الرئيسية في التلفزيون بمناسبة اجتماع لنقابة شركة سوناطراك. وقال شرواطي على هامش هذا الاجتماع "رحيلي لم يطرح والإشاعات المتعلقة برحيلي يتم تداولها منذ ثلاثة أسابيع"، مضيفا ان وجوده على رأس سوناطراك "يقلق أشخاصا ومصالح"، مرجحا أن يكون ذلك ناتجا عن "اعتماد الشركة لإجراءات صارمة في المناقصات". وفي جانفي 2010 هزت فضيحة فساد أكبر شركة جزائرية، تم على اثرها وضع المدير العام محمد مزيان وأحد نوابه وخمسة من كوادر الشركة تحت الرقابة القضائية في إطار تحقيق حول عمليات اختلاس اموال متورط فيها نجل محمد مزيان الذي يتولى إدارة مكتب دراسات. كما عصفت الفضيحة بوزير الطاقة والمناجم السابق شكيب خليل، الذي كان يوصف بانه احد اقرب المقربين من الرئيس بوتفليقة. وتنتظر العدالة الفصل في هذه القضية التي أربكت كل المسؤولين الكبار في الشركة، حتى ان الكثير منهم غادرها نحو الشركات المنافسة سواء في الجزائر او الخارج، بحسب مصادر إعلامية. وسبق الحكم على محمد مزيان في ماي الماضي بالسجن سنتين وغرامة مالية، كما حكم على نائبه السابق وخليفته في منصب المدير العام عبد الحفيظ فيغولي بسنة سجنا. وتعد سوناطراك ثاني اكبر ممون لأوروبا بالغاز الطبيعي بعد روسيا، من خلال انبوبين يمر الأول شرقا عبر تونس نحو ايطاليا والثاني غربا عبر المغرب نحواسبانيا، كما تعتبر أكبر شركة بترولية في إفريقيا وواحدة من اكبر عشر شركات في العالم برقم أعمال فاق 56 مليار دولار سنة 2010 وتستخدم 125 ألف عامل. محمد لهوازي