لم تعد أغلب المخابر التحليلية الطبية والصيدليات، قادرة على استيعاب التوافد الهائل من المواطنين الذين ظهرت عليهم أعراض كوفيد _19، فمعظمها أصبحت غير قادرة على تغطية الطلبات اليومية بالأخص ما تعلق باختبار "كشف الأجسام المضادة أونتيجينيك" وفحوص "بي سي آر". ونظرا للنقص المسجل في هذين النوعين من الفحصين وغلاء الأسعار حيث لم ينزل سعر فحص "الأجسام المضادة أونتيجينيك" عن 3500 دينار وبي سي آر الذي يتراوح سعره بين 6000 دج و 8000 دج، وهو مبلغ ضخم بالنسبة لرب عائلة أصيب عدد من أفراد عائلاته بالعدوى، يضطر الكثيرون لإجراء تحليل الدم "السيرولوجي" الذي يعتبر واحد من اللقاحات غير الفعالة في الكشف عن الإصابة من عدمها، بالأخص وأننا ماضون في السنة الثالثة من الوباء وليس الأولى، فكل من أصيب بالوباء في الموجة الأولى والثانية والثالثة ستظهر نتائج تحاليلهم إيجابية، وأيضا الأشخاص الملقحين حديثا ضد الوباء. وهناك نوع آخر من التحاليل يباع على مستوى الصيدليات يسوق للزبائن في إطار الاستعمال الذاتي المنزلي، غير أن نتائجه مشكوك فيها وهو ما كشفته إحدى السيدات التي أصيبت ابنتها بفيروس كورونا ل "الجزائر الجديدة" إن النتيجة في البداية كانت سلبية غير أنها وبعد تدهور الحالة الصحية لابنتها أجرت لها تحليل "بي سي آر" بناء على توصيات الطبيب فكانت النتيجة إيجابية. وأكد في هذا السياق عضو اللجنة العلمية لرصد وتفشي فيروس كرونا رئيس عمادة الأطباء الجزائريين البروفيسور بقاط بركاني، أن هناك تحليلين فقط قادرين على تشخيص الإصابة بكوفيد 19 وبدقة وهما اختبار المضادات الجينية التي تجرى عادة في الأيام الأولى من ظهور الأعراض كالحمى وآلام في الرأس وسيلان الأنف وتفاعل البوليميراز المتسلسل المعروف ب "بي سي آر" الذي يكشف عن النتائج خلال 21 يوما الأولى من ظهور الأعراض. وبالنسبة لاختبارات الكشف الذاتي التي تجرى في المنازل، لا ينصح بقاط بركاني بهذا النوع من التحاليل لأن القيام بالتحاليل الأصلية يتطلب حسبه وضعيات خاصة من أجل الحصول على العينة المراد تحليلها، فالتحليل يتطلب أن يجرى على مستوى 10 سنتمر في الأنف حتى تكون النتيجة حقيقية وذات مصداقية. ويشدد عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا على ضرورة التقيد بهذين الفحصين وعدم الاهتمام بالسعر لأن الفيروس أصبح سريع الانتشار، وهو ما كشفهُ رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي البروفسور كمال صنهاجي، بحيث وصف الوضع الوبائي الذي تعيشه الجزائر بالحالة المستعجلة. وقال ضيف الصباح، أمس، لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى، إن المتحور دلتا هو الفيروس المسيطر. لكن سرعة انتشار أوميكرون عقدت الأمور. وأوضح أن المعطيات المقدمة من طرف وزارة الصحة والتي سجلت أعداد كبيرة من الحالات في الفترة الأخيرة. تبرهن أننا في التصاعد المتسارع والأخطر وفي قلب الموجة الرابعة.