استبق أعضاء في الكونجرس الأمريكي زيارة كاتبة الدولة الأمريكية للخارجية، واندي شيرمن، إلى المغرب بتوجيه رسالة إلى الرئيس الأمريكي، جوزيف بادين، لمطالبته بعدم إبرام أي اتفاقية أسلحة مع المغرب، بداعي مخاوف من استخدام هذه الأسلحة ضد الشعب الصحراوي. وتحل نائبة أنتوني بلينكن هذا الثلاثاء بالمغرب في زيارة رسمية ضمن جولة إقليمية تزور خلالها أيضا كل من الجزائر وتركيا وإسبانيا ومصر، وهو ما اعتبر رسالة من بلاد العم سام إلى النظام المغربي، الذي كان قد شق عصا الطاعة على الجبهة المعارضة لروسيا بسبب الحرب التي تخوضها في أوكرانيا. وعبر في الرسالة أحد عشر عضوا في الكونجرس الأمريكي عن "قلقهم" إزاء سياسة الولاياتالمتحدة في الصحراء الغربية ، وإزاء الاتفاقات المبرمة بين واشنطنوالرباط بشأن مبيعات الأسلحة إلى المملكة المغربية. وقال الموقعون على الرسالة إن الإدارة الأمريكية السابقة أبلغت الكونجرس الأمريكي بالفعل في ديسمبر 2020 ببيع أسلحة أمريكية بمبلغ مليار دولار إلى المغرب بما في ذلك أربع طائرات بدون طيار MQ-9B Skyguardian وذخيرة JDAM ومن المتوقع توقيع هذه الاتفاقية في ظل الإدارة الحالية. ويشكل تزامن الرسالة الموجهة للرئيس الأمريكي والموقف المغربي من الحرب في أوكرانيا، مؤشرا على أن هناك عدم رضا في الولاياتالمتحدةالأمريكية من الموقف المغربي في جلسة التصويت التي خصصت لدعوة روسيا إلى الانسحاب من أوكرانيا من دون شروط. ووضعت السياسة الخارجية الأمريكية قضية وقف الحرب في أوكرانيا في مقدمة اهتماماتها، وهو ما يعني أن الموقف المغربي من هذه القضية يشكل طعنا في الظهر للتوجهات الأمريكية، علما أن نظام المخزن المغربي يعتبر من الحلفاء التقليديين لواشنطن، في العديد من المسائل التي تهم البلدين. ويتوقع أن تكون زيارة المسؤولة الأمريكية إلى الرباط فرصة للاستفسار عن خلفيات الموقف المغربي من تعاطيها من القرار الأممي الأخير، والذي سوى من خلاله نظام المخزن بين الدولة الحليفة أمريكا، والدولة غير الحليفة روسيا. ومهما يكن فالمغرب يكون قد رد الجميل لموسكو التي امتنعت عن التصويت في تقرير الأممالمتحدة حول تجديد مهمة بعثة الأم المتحدة إلى الصحراء الغربية من أجل تنظيم الاستفتاء حول تقرير مصير الشعب الصحراوي المينورسو. لكن السؤال المطروح هنا، هو هل سيمر الموقف المغربي من الحرب الروسية الأوكرانية مرور الكرام على الإدارة الأمريكية؟