أكد رئيس حزب العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، آن النظام الجزائري يعيش مرحلة ازدواجية وهي ليست استثنائية، فقد سبق وأن تكررت خلال مرات سابقة، مشيرا أن التزوير الانتخاب الذي شهدته الجزائر سنة 2012 سبق أعاد الجزائر إلى سنة 1997. وقال الشيخ جاب الله، أمس، وهو يعقد ندوته الصحفية بمقر الحزب، بعد انتهاء مجلس الشورى الوطني من اجتماعه، أن هناك حركته لن تتراجع عن مبادئها والتعهدات التي قطعتها مع الشعب بمساومة ببعض الحقائب الوزارية. وأشار أن وسطاء قد أتوا إلى مناضلين من الحركة وعرضوا عليهم الانضمام الى الحكومة باسم العدالة والتنمية وليس كشخصيات تقنوقراطية للاستفادة من خدماتهم، واعتبر ذلك وسيلة من الوسائل التي تعودت عليها السلطة من اجل كسر وحدة الصف. كما تطرق الشيخ إلى الصعود الافلان ومساهمة السلطة في إعلائه، رغم وجود تقارير تؤكد العكس، واعتبر ان حصول الآفلان على نسبة 8 بالمائة من أصوات الهيئة الناخبة، مر بكل صمت في الوقت الذي أثيرت فيه ضجة عندما حصل ما يعرف بجبهة الإسلامية للإنقاذ سنة 1992 على 3 بالمائة من أصوات 13مسجل بالهيئة الناخبة. كما نفى الشيخ عبد الله جاب الله ان تكون جبهة العدالة والتنمية قد شكلت كتلة برلمانية مع التغيير، مشيرا ان المبادرة التي تقودها جبهة حماية الديمقراطية لا تزال مفتوحة ومتواصلة ومسارها طويل، حتى وان انسحبت بعض الأحزاب منها. وذكر ان السلطة تعودت على وسيلة إجهاض المبادرات الجادة والرامية إلى فضح التزوير، كما استشهدت بما حدث للعديد من الأحزاب خلال المرات السابقة . واعتبر ان التزكية التي منحها الاتحاد الأوروبي إلى الجزائر عشية الانتخابات التشريعية الماضية هو صفقة هدفها تامين الغاز، مواصلا أن مراقبي مؤسسة كارتر الثلاثة، الذين التقاهم قد تراجعوا عندما وجه لهم تلميحات بشان عجزهم عن اداء مهمة المراقبة بالنظر لعددهم مقابل الفرصة التي سيمنحونها للنظام في حالة مشاركتهم في التغطية الانتخابية الماضية . الشيخ عبد الله جاب الله، ابقي على المجال فتوحا أمام أية احتمالات قد تحدث مستقبلا، على غرار ما وقع بالدول العربية، لان اليأس متجذر في نفوس أغلبية المواطنين كما أن الإدارة لا تزال تمسك بزمام الأمور وترفض التغيير السلمي، لكنه قال في النهاية " أننا لا نريد أن تكون الجزائر نموذج مثل النماذج العربية، خاصة وان الإرهاب والعشرية السوداء حصدت أزيد من 200الف ضحية وخسائر مادية تعد بالملايير ".