نظمت مؤسسة فنون وثقافة يوما دراسيا حول '' السينما والمدينة'' أرادتها مناسبة كرمت من خلالها عميدا من أعمدة الفن السابع الجزائري ويتعلق الأمر بالمخرج السينمائي والتلفزيوني يوسف بوشوشي، عرف هذا الموعد بمسرح الهواء الطلق حضورا مكثفا من وجوه العائلة السينمائية وأصدقاء وزملاء هذه الشخصية السينمائية إلى جانب أسماء لامعة من عالم الفن والثقافة. وفي هذا الصدد ذكر الممثل عبد الحميد رابية بمناقب بوشوشي ودوره في تحريك عجلة الفن السابع في بلادنا، هذا الفنان الذي استطاع - يقول رابية - في ظروف عصيبة أن يعطي للفن الفوتوغرافي حقه، مضيفا أنه كان مناضلا في المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني حيث اعتقل بتهمة المساس بالأمن الداخلي والخارجي للحكومة الفرنسية، وبعد الاستقلال التحق بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الجزائري، وفي عام 1963 يقول رابية خاض تجربة فن الإخراج هذه التجربة سمحت له بإخراج أول فيلم قصير يحمل عنوان ''أعالي مناطق الثورة''. ويعتبر هذا الفيلم نقطة انطلاق بوشوشي في عالم الإخراج حيث تمكن من إخراج عدة أفلام مميزة منها'' الهجرة''، '' سليم وسليمة''، '' عمر بن الخطاب'' و''حرث الأرض'' ... وفي سنة 1986 أسس بشوشي وكالة الفنون السمعية البصرية الهيئة التي شهدت على إخراج عدة أعمال فنية لهذا المخرج منها 14 شريطا غنائيا للعديد من الفنانين على رأسهم الفنان عبد الحميد مسكود في أغنيته '' يا دازير يالعاصمة'' وكذا المطرب حميدو ونور الدين شنود وبن كعروف، أنصلاين ومحمد لعراف. من جهته تحدث المخرج السينمائي عمار العسكري عن أزمة السينما الجزائرية وعن تقليص عدد قاعات العرض من 200 قاعة في الزمن الماضي إلى ما دونها في الوقت الحالي، منتقدا في ذات السياق فيلم '' مسخرة'' لمخرجه إلياس سالم حيث قال إنه لا يمكن إضفاء الجنسية الجزائرية على الفيلم كون المؤسسة التي أنتجت الفيلم ليست جزائرية ''ولو كان الأمر كذلك لاعتبرنا فيلم ''معركة الجزائر'' الذي أخرجه جيلوبو نتيكورفو وأنتجته ''قصبة فيلم ياسف سعدي '' إيطاليا نسبة إلى جنسية مخرجه''. وأشار العسكري الى أن الفيلم يأخذ جنسية بلد إنتاجه وليس مخرجه. وفي السياق نفسه انتقد أحد الحاضرين فيلم '' أنديجان '' الذي أخرجه رشيد بوشارب والذي كرم في مهرجان دبي السينمائي على اعتبار أنه يمجد الفعل الاستعماري بالجزائر.