قال رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، ان نجاح مشروع المصالحة الوطنية الذي تبناه الشعب بأغلبية واسعة، كان له وقعا مفيدا لاستئناف الجزائر لمسارها الديمقراطي، وكان فاتحة الانجازات الكبرى لرئيس الجمهورية فلا سبيل للتنمية والبناء الديمقراطي بدون تحقيق الأمن والسلم في ربوع الوطن، وقد تسارعت خطوات بلادنا على المحورين السابقين ووصلت إلى سلسلة الإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الدولة العام الماضي، وكان من ثمارها نجاح تشريعيات ماي الماضي، وخيبة أمل الكثير من المتكهنين بعدوى ما سمي الربيع العربي، وحسب رئيس المجلس الشعبي الوطني فان الأحداث الأخيرة التي حصلت في المنطقة العربية بينت نضج الشعب الجزائري وقدرته على التمييز بين المعدن النفيس الذي اختاره وهو الوطنية المتجددة والوفية لمبادئ الثورة النوفمبرية وبين المعدن البراق ولكن بدون رصيد إذ سرعان ما تحول الربيع في البعض من تلك البلدان إلى عواصف تنذر بان لايكون الوضع الراهن أفضل من السابق، جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها أمس بمناسبة اليوم البرلماني بعنوان " الحوار الإدماج: المكونات الأساسية للديمقراطية" في اليوم الدولي للديمقراطية حيث قال انه لاشك فيه ان من دلائل الممارسة الديمقراطية الحرية الواسعة التي تتمتع بها وسائط الإعلام وخاصة المكتوبة إلى درجة لم تصلها الكثير من البلدان في محيطنا القريب والبعيد، وذلك ما تقوم به منظمات المجتمع المدني من نشاطات تجعل من بعضها معارضة داخل وخارج البرلمان وتصل أحيانا إلى حد التحريض ضد الدولة بسبب اختلافها مع إجراءات معينة كانت فتية إلا أنها حققت أشواطا متقدمة لم تحصل في بعض الدول التي سبقتنا لذلك وبرأي رئيس المجلس الشعبي الوطني فان موعد التاسع والعشرين نوفمبر المقبل سيكون تأكيدا أخر للممارسة الديمقراطية التي تشارك فيه التيارات السياسية بمن ترشحهم لتصويت الشعب في المجالس الشعبية المحلية البلدية و الولائية بكل حرية وشفافية، وبذلك تستكمل بلادنا بناءاها الديمقراطية في كل مستويات التسيير والرقابة و التشريع في ظل الأمن والاستقرار و المشاركة الشعبية في الشؤون العامة، ولذلك فمن المفيد أيضا ان تلتف الطبقة السياسية تجاه هذا الموعد الانتخابي وجعله محطة تنافسية شريفة من خلال المشاركة كما حدث في استحقاقات تجديد البرلمان في العاشر ماي الماضي بتسجيل حضورها القوي في ذات الانتخابات، بالمقبل فان الدولة من مسؤوليتها توفير الظروف والآليات التي تمكن من تنظيم انتخابات محلية في كنف الشفافية والديمقراطية الحقة، ووصف ولد خليفة الهيئة الناخبة بالطرف الفاعل في نجاح المحطة الأخيرة من المسار الديمقراطي أي الانتخابات الحلية المقبلة بالتوافد القوي على كاتب التصويت لاختيار من يمثلهم في المجالس الشعبية البلدية والولائية لتولي شؤونهم ومعالجة انشغالاتهم على المستوى المحلي. م.بوالوارت