أفرز الملتقى العلمي، الذي نظمه المسرح الوطني على هامش فعاليات المسرح الوطني للمسرح المحترف في طبعته السابعة، حول "التوثيق و الأرشفة، خمسون سنة من الاستقلال و خمسون سنة من المسرح"، وعلى مدار ثلاثة أيام، جملة من التوصيات شارك فيها أساتذة متدخلين في الملتقى. ومن أهم هذه التوصيات نجد ما يتعلق بتأسيس مركز وطني وعربي خاص بالدراسات البحث المسرحي بالتنسيق مع الهيئة العربية للمسرح، فضلا على ضرورة إدراج مادة التوثيق لطلاب نظام "الألمدي " ضمن مقياس المسرح، في سياق أخر ناشدا المحاضرون الأكاديميين إلى أرشفة الدراسات العلمية والفكرية التي اشتغلت على موضوع المسرح الجزائري، من أجل رد اعتبار للمسرح الوطني، كما قرر المشاركون على وضع قاعدة التعاون بين المؤسسات الثقافية ودور الثقافة على مستوى ربوع الوطن، وذلك حسبهم تعظيم خدمة التوثيق والأرشفة للأعمال الفنية التي تخص عالم المسرح، ولترسيخ ثقافة التوثيق المسرحي أوصى الأساتذة الذين نشطوا الملتقى الذي تم فيه مناقشة ثلاث محاور رئيسية وهي : "التوثيق في المسرح.. الأهمية والأولويات "، "التوثيق في المسرح الجزائري دراسات ومقاربات " ، " جهود توثيق في المسرح العربي " إلى رصد أنتولوجيا تضم العادات والتقاليد التي تغذي روح المسرح العربي، كما يوجه المسرح الوطني دعوة إلى كل المسارح الجهوية إيداع كل الوثائق الخاصة بالمسرح، هذا إلى تكوين لجنة منتقاة من المشاركين في الندوة و ذلك من اجل الإنتداب على وضع برنامج خاص بالتوثيق للمسرح المغاربي. و قد ثمنت اللجنة موضوع الملتقى العلمي الخاص بإشكاليات التوثيق و الأرشفة المسرحية، و الذي كان فعلا بحاجة إلي فتح نقاش حوله، دعيتا في نفس الوقت إلي ضرورة التخصيص أكثر في الطبعات في الفترة القادمة. وللإشارة فقد استعرض المحاضرون خلال الملتقى في يومه الأخير أول أمس بقاعة الأطلس العديد من الرؤى حول حضور المسرح الجزائري في الوطن العربي، وفي هذا الصدد أوضح الدكتور منصور عمايرة من الأردن في مداخلته حول "دراسة توثيقية عن الأرشفة المسرحية الجزائرية في الأردن" التوثيق الورقي الذي يتضمن حسبه النص المسرحي والأبحاث الجامعية وكذا العروض المسرحية التي عرضت في الأردن خلال المهرجانات الأردنية المتعددة، أما النقطة الثالثة فهي تتمثل في الإبداع الأردني فيما يخص بالمسرح الجزائري، كما استعرض عمايرة دراسة المقاومة في المسرح الجزائري، وسيتم وضعها في مطبوعة سيتم توزيعها بالجزائر قريبا، هذا وكشف منصور على تبني مشروع ذخيرة مسرحية عربية تكون الجزائر المنطلق الرئيسي لهذا المسعى لتوسيع دائرة المسرح إلى كافة الدول العربية، مع استحداث مراكز أخرى على مستوى الدول العربية تكون تابعة للمركز الرئيسي بالجزائر. من جهته أشار الدكتور عبد الرحمان زيدان من المغرب و في مداخلته حول " التوثيق العلمي للمسرح المغاربي استعادة للذاكرة المسرحية المفقودة " جملة من المقترحات يمكن من خلالها التأسيس لمسرح مغاربي جديد مبني بوثائق و استراتجيات جديدة ، نذكر منها ضرورة إعادة كتابة المسرح المغاربي بوثائق جديدة و ذلك من أجل الخروج من المركزية التي عرفها مؤخرا، أرشفة التجربة الوليدة للمسرح الأمازيغي، أو بالأحرى أرشفة النص الأمازيغي، المشارك في تجارب تتحلى بالطابع المحلية و غيرها من اقترحات التي أرد من خلالها زيدان الوصول إلى مسرح مشترك بين دول المغرب العربي. هذا إلى جانب محاضرة كل من نادر القنة من فلسطين و الذي حاول من خلال تقديم مونوغرافيا المسرح الجزائري في المشهد الثقافي الكويتي، إلى جانب محاضرة الدكتور فراس الريموني من الأردن الذي قدم محاضرة حول المسرح الجزائري بالأردن و الذي أكد من خلالها أن بدايات المسرح المحترف الأردني و الذي كان في سنة 1959، كانت مع الجزائر من خلال مسرحية " دماء في الجزائر"، أنتجت سنة 1958، التي تدين المستعمر الكولونياليي، و تلامس روح الثورة الجزائرية يضيف المتحدث. نسرين أحمد زواوي