اكدت الانتخابات المحلية الخميس في الجزائر تفوق الاحزاب الوطنية الحاكمة وتراجع الاسلاميين الذين سجلوا اسوأ نتيجة انتخابية لهم منذ اول اقتراع تعددي في 1990. ويتعارض تراجع الاسلاميين في الجزائر مع وضعهم في العديد من دول المنطقة التي شهدت صعود الاسلاميين خصوصا في مصر وتونس حيث وصلوا الى السلطة اثر ثورات 2011. وجرت هذه الانتخابات برهان اساسي هو نسبة المشاركة التي جاءت ضعيفة (44,27 بالمئة من نحو 21 مليون ناخب)، رغم انها شهدت زيادة طفيفة عن تلك المسجلة في الانتخابات التشريعية الاخيرة في ماي (43,1 بالمئة). ورات صحيفة " لكسبريسيون " "ان ما كان مجرد اتجاه في الانتخابات التشريعية الاخيرة، تاكد بشكل واضح في الانتخابات المحلية. لقد اكد الجزائريون بطريقة جلية رفضهم القطعي للاسلام السياسي". وسجلت الاحزاب الاسلامية تراجعا واضحا مقارنة بالانتخابات المحلية في 2007. ولم تحصل حركة "مجتمع السلم" مع حلفائها في "تحالف الجزائر الخضراء" الاغلبية المطلقة الا في عشر بلديات في حين حصلت حركة مجتمع السلم لوحدها في 2007 على 16 بلدية. وفي الانتخابات التشريعية لم يفز الاسلاميون الذين كانوا ياملون في الافادة من رياح الربيع العربي، الا ب61 من مقاعد البرلمان ال 462. وفاز حزب جبهة التحرير الوطني باغلبية مقاعد المجالس البلدية والولائية اثر ثاني اقتراع ينظم منذ الاصلاحات السياسية التي ادخلها في افريل 2011 الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للوقاية من عدوى الربيع العربي. وحصل الحزب الواحد سابقا بعد فوزه في الانتخابات التشريعية، على الاغلبية المطلقة في 159 بلدية من 1541 بلدية في الجزائر، بحسب ارقام رسمية. كما حصل على اغلبية نسبية مريحة في 832 بلدية يمكنه ادارتها بدعم حلفاء له. ويعول حزب جبهة التحرير على تحالفه مع التجمع الوطني الديموقراطي بزعامة رئيس الوزراء السابق احمد او يحيى وجبهة القوى الاشتراكية بزعامة المعارض التاريخي حسين آيت احمد، بحسب ما افاد الامين العام لحزب جبهة التحرير عبد العزيز بلخادم. واضاف بلخادم ان حزبه يطمح الى رئاسة نحو الف بلدية. وتقدم حزب جبهة التحرير على التجمع الذي حقق اختراقا انتخابيا من خلال سيطرته على 132 بلدية مقابل 107 بلديات في 2007. كما فاز التجمع الوطني الديمقراطي ثاني قوة سياسية في البرلمان، باغلبية نسبية في 215 مجلسا ولائيا. وحل ثالثا بعد حزبي جبهة التحرير والتجمع الوطني، حزب مثل مفاجأة هذه الانتخابات هو الحركة الشعبية الجزائرية الذي فاز ب 6 بالمئة من المقاعد وبالاغلبية المطلقة في 12 بلدية. وهذا الحزب الذي يقوده وزير البيئة عمارة بن يونس حصل على ترخيصه القانوني في سياق الاصلاحات السياسية لبوتفليقة. وفاز حزبا المعارضة التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية وجبهة القوى الاشتراكية على 13 و11 بلدية اساسا في معقليهما بمنطقة القبائل شرق العاصمة.