ظهرت داخل بيت التجمع الوطني الديمقراطي بوادر أزمة تنظيمية ثانية، بعد أن انتهت عملية تنصيب اللجنة الوطنية التحضيرية للمؤتمر الوطني للحزب، دون إشراك بعض القيادات التي ساهمت بشكل كبير في دفع الأمين العام السابق للحزب أحمد أويحيى للاستقالة، على غرار الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات نورية حفصي. قالت مصادر حسنة الاطلاع بالتجمع الوطني الديمقراطي أن التشكيلة التي اختيرت الخميس الماضي للإشراف على تحضير المؤتمر الوطني للأرندي المرتقب صائفة العام الجاري 2013، لم تحظى برضا عديد القيادات الوطنية على رأسها الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات وعضوة المكتب الوطني السابقة بالحزب، بعدما لم يرد اسمها ضمن القيادات المشكلة للجنة التحضيرية للمؤتمر. ورغم أن الأمين العام الجديد بالنيابة عبد القادر بن صالح، و يحيى قيدوم المنسق الوطني للحركة التقويمية التي أطاحت بأويحيى قدما وعودا وتطمينات لنورية حفصي بإقحامها في اللجنة التحضيرية للمؤتمر ضمن الحصة الخاصة بالمرأة، إلا أن مخاوف حفصي ومحيطها من مناضلي وإطارات الحزب الذين ساندوها داخل اتحاد النساء الجزائريات وخارجه في ثورتها ضد الأمين العام السابق أحمد أويحيى، تزداد وتدفع للريبة فيما يجري التحضير له وتوجيه الحزب صوبه. وقال مصدر مقرب من نورية حفصي أن الأخيرة تعيش على وقع التوجس والخوف من "انتقام" أنصار أويحيى داخل المجلس الوطني للتنظيم، وتخشى تجريدها من قيادة اتحاد النساء في المؤتمر الوطني المرتقب مطلع سنة 2014، كما تخشى الاقصاء من القيادة المركزية للحزب في المؤتمر القادم. وراهنت نورية حفصي على الظفر بمنصب سيناتور ضمن حصة الثلث الرئاسي، إلا أن الرئيس بوتفليقة لم يعينها في المنصب على غرار رئيسة جمعية اقرأ عائشة باركي التي تعد هي الأخرى من ناشطات المجتمع المدني على غرار نورية حفصي. ويدور صراع طاحن بين نسوة الأرندي المنضويات تحت غطاء اتحاد النساء الجزائريات، فبينما الحرس القديم الذي استفاد من امتيازات التعيين في مختلف المناصب الحزبية والحكومية، يرى أنه أولى بإدارة المرحلة القادمة للحزب وتسييرها، يسعى فصيل الغاضبين على القيادة السابقة للحزب، ومعظمهم ممن لم يظفروا بمناصب في دواليب الدولة، كما لم يستفيدوا من الترشح في مواقع متقدمة على قوائم الحزب في الاستحقاقات الانتخابية الماضية، ويسعى هؤولاء لقلب الموازين وإحداث ما يصفونه بالتوازن في الاستفادة من مزايا النضال والنشاط في صفوف التجمع.