اشتهرت في الآونة الأخيرة عبر "الفاييسبوك" ما يسمى بمجموعة ناس الخير ، و أصبحت لكل ولاية مجموعتها الخاصة .. في هذا الموضوع سوف نقوم بتعريفكم بماهية ناس الخير ؟ وكيف أنشأت ؟ وماهية أهدافها المسطرة أو التي تسعى إليها ؟ سمية بوالباني ناس الخير هي مجموعة من الشباب التطوّعي، استطاعت أن تفرض وجودها وأن تقدم للآخرين الدليل على أن فعل الخير مسألة لا تحتاج إلى الكثير من الوسائل، ولكن إلى الكثير من الإرادة والعزيمة وحب العطاء، وذلك في إطار إحياء الثقافة التطوّعية التي كادت أن تنقرض ببلادنا، مجموعة ''ناس الخير'' أصبحت تحتل بمبادراتها العديدة واجهة العمل الخيري بعدة ولايات في الجزائر، في وقت تنام فيه جمعيات معتمدة ملء عينيها وتنتظر العون من الدولة. ولأن ''الطبيعة لا تحب الفراغ'' كما يقال، فإن ''ناس الخير'' احتلوا الميدان بسهولة، وأصبحوا بذلك في فترة وجيزة مرجعا لبوادر الخير . ناس الخير التي بدأت أخبارها تتوالى عبر شبكة الأنترنت ، ولاسيما في موقع التفاعل الاجتماعي "الفيسبوك" ثم وسائل الإعلام التي أخذت تسلط الأضواء في التعريف بها ونشر ثقافة الوعي لدى المواطن، بعدما انتشرت عبر العديد من الولايات، وبعدما شملت نشاطاتها ميادين اجتماعية مختلفة، فإنها صارت حديث العام والخاص . لكن ما هي قصتها؟ وكيف كانت البداية؟ وإلى أين تسير هذه المجموعة التي انطلقت بثلاثة أفراد ، وهي الآن تضم المئات؟ الجزائرالجديدة كان لها لقاء مع مجموعة من الشباب الذين ينضمون هذه المجموعة الخيرية و مسؤولين عن تنظيم المواعيد مع المستشفيات أو ديار المسنين أو غيرها من الأعمال الخيرية . نسيمة شابة في العشرنيات تقطن ييلدية حسين داي ، جمال لاكسي و سيدو ملانوا من تيبازة ، و مصطفى الملقب ب" قنجو" باب الزوار نيسة من ولاية اليليدة ، تختلف بلدياتهم ، لكنهم من أهم الأعضاء بالمجموعة ، " ناس الخير الجزائر" وهم المسؤولين في التنظيم، تتحدث للجزائر الجديدة عن بداية هذه المجموعة وعن الأعمال الخيرية التي يقومون بها . الحاجة رحمة .. النواة التي أنبتت ''ناس الخير'' هي ''النواة'' التي أنبتت ''ناس الخير''، ''الحاجة رحمة (( رحمها الله والمتوفاة الشهر الماضي فقط )) ، ''وهي سيدة من الأغواط، عمرها 95 سنة، زرعت بذور هذا الخير المترامي الأطراف في كل ربوع الجزائر. كانت الحاجة رحمة تعيش تقريبا بدون مأوى في مدينة الأغواط، فكان رواق صغير يحتضن كل مآسيها، لكن الأخ ياسين زايد نشر شريط فيديو عن حالتها في الأنترنت... وفي الحقيقة، الشعب الجزائري معروف بأنه حساس كثيرا، فانهالت ردود الفعل على الفيديو. ويمكن القول أن الفضل يعود إلى كل من طارق زروقي وعثمان بعزيز و إلياس فيلالي ، الذين شاهدوا الفيديو معا فقرروا مساعدتها، وذهبوا إلى الأغواط، وأخذوا لها أشياء كثيرة ، وفي آخر المطاف حلّت مشكلتها بمساعدة ولاية الأغواط ، وبعدها فكروا في إنشاء مجموعة "ناس الخير" حتى لا تنقطع الأعمال الخيرية ، مع حل مشكلة العجوز . الحاجة رحمة و " ناس الخير" وبمنهجها ترسيخ ثقافة التطوّع ، لاقت الرواج الكبير في مجتمعنا الجزائري ، الذي طمست عنه العشرية السوداء هذا الأمر ، ولكن بذرة الخير مازالت موجودة في عمق كل واحد منّا . اليوم ناس الخير أصبحت غنية عن التعريف ، و انظّم إليها كل محب للخير من جميع أطياف المجتمع، خرجت من عمل تضامني فردي إلى عمل جماعي استهدف في إحدى ليالي الشتاء الباردة، الأشخاص بدون مأوى الذين يفترشون أرصفة الشوارع و يلتحفون السماء و يبيتون جياعا ، إذ أقدمت مجموعة" ناس الخير" على توزيع قرابة المائة وجبة ساخنة و متوازنة على هؤلاء، و اعترف أحد المتطوّعين بالمجموعة أن تلك" الخرجة " الليلية ، كشفت لنا واقع آخر لعالم الأشخاص بدون مأوى ، فلم نعثر على الذين يتسوّلون نهارا بالعشرات ، بينما فوجئنا بوجود عدد هائل . من العائلات سّرها وجودنا و فرحت بحساء الشربة الذي قدم لها بدون أي مقابل ، و أضاف المتحدثون من "ناس الخير" عن حملات التبرّع بالدم و زيارة المرضى بالمستشفيات و جمع الأفرشة و الأغطية، و لا يتوقف الأمر عند هذا الحدّ فقط ، بل لهم دور كبير في المساهمة في الحفاظ على البيئة ، على سبيل المثال تنظيم عملية تطوّع ، حيث تم تجنيد عدد كبير من الشباب للقيام بتنظيف شواطئ تيبازة و المنتجعات السياحية بالشريعة و غابات بوشاوي وغيرها ، وهي العملية التي شارك فيها أهل البر والإحسان بتقديم الوسائل المادية والمالية، وفضلا عن هذا -كما أضاف متحدوثنا فإن الجمعية قامت بأعمال خيرية أخرى أثناء المناسبات الدينية ، كالاحتفال بالمولد النبوي الشريف من خلال تقديم هدايا للأطفال والمشاركة في عملية الختان ، زيادة على إدخال الدفء بمناسبة عيد الأضحى. أثناء زيارتنا للمركز الوطني للنساء المسمى (دار الياسمين) ببوسماعيل ، الذي يضم نساء يفتقدن للجو العائلي من ضحايا الإرهاب واللائي هن بدون مأوى، حيث تم الاحتفاء معهن بهذه المناسبة ، وتم تقديم هدايا لهن لإشعارهن بأنهن لسن منعزلات عن المجتمع، بل هناك من لهم قلوب رحيمة يفكرون فيهن ، إضافة إلى الزيارة المميزة جدا ، و التي أثّرت على جميع المشتركين فيها، هي الزيارة التي خصصت إلى مستشفى" فرانس فانون" بالبليدة، وكانت بالقسم المخصص للأمراض العقلية، كانت الأجواء مليئة بالفرحة ، كما وضح محدثونا أن روزنمة "ناس الخير الجزائر" لهذا العام متنوعة ، بنشاطات مختلفة ، و بعون الله و المحسنين فإن هذه المجموعة سيكون لها صدى كبير و توسع أكبر، و عدد كبير من الأعمال الخيرية ، سواء المادية أو المعنوية ، و أكدوا على أن هدفهم الأول، هو إدخال الفرحة والبهجة و الأمل إلى قلوب المحتاجين .