تتسبب العديد من الاضطرابات التي يعيشها الفرد في حياته اليومية، كاضطراب النظام الغذائي وكثرة الغضب ، في العديد من الأمراض الخطيرة و الأليمة، من بين هذه الأمراض، القولون، و يتميز الجزائريون بكثرة العبوس و الغضب لأبسط الأسباب، و باضطراب النظام الغذائي بالنسبة لأغلبيتهم، فالعجائن و المرق و التوابل الحارة ميزة جل أكلاتهم الشعبية ووجباتهم السريعة، ما يزيد من خطورة تعرضهم للإصابة بهذا المرض. محمد بن حاحة من أجل معرفة معاناة المصابين بهذا الداء، استفسرت "الجزائرالجديدة" بعض المواطنين الذين يعانون من آلام القولون و كيفية تأثير آلامه على حياتهم اليومية. يقول "محمد"، 25 سنة "أصبت بالقولون السنة الماضية، بعد أن تعرضت لتسمم إثر الأكل بإحدى المحلات في الشارع، حيث أحسست في البداية بألم يتوجه من اليمين إلى اليسار على شكل موجات، ثم لما استيقظت على الرابعة ليلا لأدخل الحمام أغمي علي ، و أحسست ببرد شديد و آلام حادة لا تطاق ، ثم صرت كثير القلق و سهل الانفعال و لا أقدر على الأكل ، إذ كنت أشعر دائما أن معدتي منتفخة، و لما ذهبت إلى الطبيب أمرني أن أتبع حمية خاصة، حيث منعني من أكل العجائن و البقول و المكسرات و المشروبات الغازية ، و الإكثار من الفواكه و الخضر المغلاة ، وبعد شهر من ذلك شفيت و الحمد لله ". أما "صبرينة" 27 سنة، فتقول " لما أقلق أو أغضب لشيء ما ، أحس بضيق في التنفس و بألم شديد في بطني". ويشبه "محمود" آلام البطن التي يحس بها عند إصابته بالقولون بطعنات السكين، و يضيف قائلا " لما ينتفخ القولون أصبح كثير التجشؤ و كثير الدخول إلى الحمام بسبب الغازات ". و من أجل تأكيد المعلومات المقدمة في المقال التالي، ودعمها برأي طبي، استشارت "الجزائرالجديدة" الحكيم "عاتق كريم فريد" ، أخصائي في أمراض الجهاز الهضمي و الشرج، و المتخرج من كلية الطب ب "لييج" في "بلجيكا"، والذي يقول "عرف مرض القولون في الآونة الأخير انتشارا لا سابق له بين الجزائريين، فنسبة الجزائريين الذين يعانون من أمراض القولون بلغت ال90 %، ويرجع ذلك لعدة أسباب، أهمها العشرية السوداء ، و ما عاناه الجزائريون من الإرهاب". وبخصوص أنواع أمراض القولون يقول الدكتور "عاتق" أن"هناك نوعين من أمراض الأمعاء المنتشرة بكثرة بين الجزائريين، أولهما التهاب الأمعاء ، و الذي ينتج عن سوء التغذية ، و من أعراضه الإسهال أو الإمساك، ثم تأتي الأمراض المزمنة للمعي كالتهاب القولون التقرحي، و من أعراضه النزيف، بالإضافة إلى أمراض أخرى من أهمها داء كرون الذي هو من أمراض الأمعاء الالتهابية، و بإمكانه التحوّل إلى سرطان". ويواصل الطبيب قائلا " بإمكان أن ينتج داء القولون عن اضطراب النمط الغذائي أو تسمم بسبب فيروسات وبكتيريا و طفيليات، و لهذا يجب الحذر والحرص على تناول وجبات غذائية متزنة وصحية ، واجتناب أكل الشوارع. و من أهم المسببات لمرض القولون، عوامل نفسية ذات أثر على الجسم أو الحالة الصحية كنمط الحياة و المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و الصدمات النفسية ، كمشكل عائلي أو عاطفي أو انهيار عصبي وجسدي تحت ضغط العمل مثلا ، فيشعر المريض كلما كان قلقا بالرغبة في الذهاب إلى الحمام بسبب الغازات ، وهذا ما يسمى بالقولون العصبي . وقد يصاب الفرد بالقولون نتيجة لبعض الأمراض المزمنة كداء السكري، أو الأمراض القلبية و الضغط الدموي و الأمراض التنفسية و الحساسيات فقد تتسبب في الإصابة بالقولون، إما بسبب الحالة النفسية التي تنتج عنها ، أو بسبب الأعراض الجانبية الناتجة عن تناول الأدوية. ويمكن لمرض القولون أن يكون حادا أو أن يكون مزمنا كالتهاب أمعاء وراثي. وهناك حالة تنتشر بكثرة عند الأطفال ، وهي طول المعي الغليظ، و هذا ما يعسر عليه القيام بعمله ". وفيما يخص سرطان القولون فيقول الدكتور فريد أن "سرطان القولون يأتي لسبب وراثي، فإذا اكتشفنا أن أحد الوالدين مصاب بسرطان القولون ، فيجب إخضاع أبنائهم لتنظير القولون مرة في السنة قبل فوات الأوان، فإذا انتقل إليهم المرض فتجرى لهم عملية و يتم إنقاذهم ، وإن لم يوجد أثر للمرض فتستمر مراقبتهم في السنة الأولى و الثانية و الثالثة ثم الخامسة، فإذا تم التأكد من سلامتهم ، فإنهم يفحصون كل خمس سنوات". و في الأخير، يقدم الدكتور "عاتق" جملة من النصائح لتجنب الإصابة بداء القولون قائلا " أنصح الناس بعدم تناول الأطعمة السريعة كالبيتزا و الساندويتش و اللحوم و المشروبات الغازية ، إلى غير ذلك .. ، وتجنب المقاهي و أكل المرطبات المحتوية على الكريمة ، فالكثير من الحالات توفيت بسببها، و حتى المكسرات و العجائن، و التركيز بالمقابل على تناول البروتينات، الليبيدات، الغلوسيدات و الفواكه و الخضر، مع شرب لتر و نصف من السوائل يوميا ، فالحمية الغذائية أحسن وقاية. و يجب التركيز على ممارسة الرياضة كالمشي لمدة ساعة يوميا ، وعلى الأقل مرتين في الأسبوع بقاعة رياضة ، و الأهم هو الفحص المبكر بمجرد الإحساس بالآلام الأولى .