قال محمد البرادعى رئيس حزب الدستور ومنسق جبهة الانقاذ المعارضة في مصر ان قبول المعارضة الحوار مع الرئيس المصري محمد مرسى مرتبطة بقبول مطالب تشكيل حكومة محايدة لديها المصداقية والقدرة على إدارة البلاد وتعيين نائب عام جديد مستقل وتشكيل لجنة تعد قانونا جديدا للانتخابات. وأكد البرادعى أمس الاثنين خلال مؤتمر حول"المستقبل الاقتصادى والاجتماعى لمصر" أن الحوار مع الرئيس يهدف إلى تعديل الدستور ليتفق مع القيم الإنسانية وإنشاء لجنة مصالحة وطنية لمعالجة أمور القصاص والعدالة الجنائية وتحقيق المصالحة مع رجال الأعمال بناء على معايير واضحة. ودعا البرادعى الرئيس مرسى الى الاستجابة لهذه المطالب منتقدا بشدة تفشي مظاهر "اسغلال الدين وتطبيق حد الحرابة والهجوم على وثيقة المراة" مشيرا الى ان هذه مؤشرات على ان المجتمع"ينهار" وان النظام "غير قادر على ادارة البلاد" . كما انتقد تسليم مهمة التشريع لمجلس الشورى وكذا "غياب المؤسسية والشفافية والفكر" والهجوم على السلطة القضائية من قبل السلطة التنفيذية معتبرا "ان الثورة انحرفت واختطفت" لان السياسات الحالية "لا صلة لها بأهداف الثورة وتحدث انقساما مجتمعيا حادا". وكانت شروط الحوار من ضمن النقاط التي ركز عليها رموز قيادة جبهة الانقاذ خلال اللقاءات التي جمعتهم أول أمس الاحد بالقاهرة مع كاترين اشرتون الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية التي عبرت عن رغبتها في تقريب وجهات النظر بين المعارضة لتجاوز الازمة الحالية في البلاد . ونقلت تقارير اخبارية مصرية عن كواليس هذه اللقاءات أن مسؤولة الاتحاد الاوربي أعطت مؤشرات سلبية عن قرض صندوق النقد الدولى وذلك بسبب الأحداث التى تمر بها مصر الآن ووجود"خصومة شديدة" بين النظام الحاكم والمعارضة . وقالت المصادر ان آشتون حملت خلال زيارتها لمصر التي دامت يومين رسائل واضحة من الاتحاد الأوروبى للرئيس مرسى خلال لقائها به أول أمس تضمنت عدم شعور الشارع المصرى ب"الرضا" تجاه النظام الحاكم والحكومة الحالية ومخاوف الأوروبيين من رغبة النظام الحاكم فى "الاستئثار بالسلطة منفردا" وهو ما جعل آشتون "غير متفائلة" بالمرة من إمكانية إتمام عملية القرض. واشارت المصادر ان محمد أبو الغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى وأحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار والقياديان بجبهة الانقاذ نقلا لاشتون رفض المعارضة رؤية مصر تدفع ثمن اخطاء سوء ادارة الحكومة الحالية . وقال ابو الغار في تصريحات صحفية إنه أشار خلال اللقاء إلى وجهة نظر المعارضة المصرية التى ترغب فى إجراء الانتخابات البرلمانية فى شهر أكتوبر من العام الجارى ولكن فى ظل وجود حكومة محايدة وإقالة النائب العام الحالى. اما رئيس حزب المصريين الاحرار فقد ذكر الى انه تطرق مع اشتون الى عدم وجود شفافية وشعور المعارضة بأن الرئاسة والإخوان يمهدون لعدم وجود حوار وطنى مشيرا الى ان اشتون لفتت الى ان مواقف المعارضة متقاربة جدا مؤكدة أن الرئيس مرسى أعلن استعداده لتقديم "تنازلات" من أجل حل الأزمة الحالية مع المعارضة.