أعلن محمد البرادعي رئيس حزب الدستور المصري والمنسق العام لجبهة الانقاذ الوطنية، أن جبهة الانقاذ مستعدة للتشاور مع الرئيس محمد مرسي من أجل مصر، مشددا على أن الدولة الآن في حالة انهيار سياسي واقتصادي واجتماعي وأمني. وخلال كلمته في مؤتمر اقتصادي نظمته حركة التيار الشعبي تحت شعار "إنقاذ الاقتصاد المصري.. نحو برنامج بديل" امس الاثنين ، وجه البرادعي رسالة لمرسي قائلا: "يجب أن يفهم الرئيس أننا مستعدون للعمل معه من أجل مصر". وتابع: "سنبدأ الحوار فى ظل ثلاثة شروط.. حكومة محايدة يرأسها رئيس وزراء له مصداقية ونائب عام مستقل ويجله المصريون، وان تكون هناك لجنة لإعداد قانون جديد يضمن انتخابات نزيهة". وأكد البرادعي حرص القوى المعارضة على إيجاد حل للقضايا الماثلة أمام البلاد، وقال: "نحن أول من يحرص على الحوار من أجل مصر، واذا وافق الدكتور مرسي على هذا، سنبدأ بالحوار ولدينا هدفان أساسيان.. تعديل الدستور الغير انساني وغير ممثل لمصر الثورة وإنشاء لجنة للمصالحة الوطنية لتحقيق العدالة الجنائية والقصاص". وأضاف البرادعي أن الإدارة الحالية للإخوان المسلمين في حكم البلاد تهدف إلى تغييب العقول، وأشار إلى أن مجلس الشورى غير مؤهل أو ممثل عن الشعب وهناك غياب للمصداقية والشفافية والرؤية به، وأنه لا توجد سلطة تنفيذية قادرة على إدارة الأوضاع، مشيرا إلى أن السلطة القضائية منقسمة. ونقلت جريدة "الدستور" عن البرادعي قوله أن هناك غيابا تاما لدولة القانون، وأن الدولة ينقصها هذه الشرعية القانونية لانهاء انتشار المليشيات وظاهرة العنف. وتطرق البرادعي إلى الأوضاع الاقتصادية، معتبرا أن هدف أي نظام اقتصادي تحقيق حرية الإنسان وضمان العدالة الاجتماعية. وفي رد فعله على الاشتباكات الطائفية التي وقعت بمدينة الخصوص السبت الماضي وما تبعها من المواجهات في محيط الكاتدرائية المقدسية في القاهرة، قدم البرادعي اعتذارا للأقباط قائلا: "أعتذر لكل قبطي في مصر .. ومصر لا تفرق بين أبنائها.. وهناك متاجرة بالدين". تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع إصدار الرئيس مرسي قرارا بإعادة تشكيل وتفعيل المجلس الوطني للعدالة والمساواة، وذلك في محاولة لاحتواء تدهور الأوضاع الأمنية عقب سقوط عدد من القتلى ونحو مئة جريح في المواجهات الأخيرة. وقالت رئاسة الجمهورية في بيان صدر مساء الاثنين إن مؤسسة الرئاسة تدعو كل القوى السياسية والوطنية إلى التقدم بمقترحات فيما يتعلق بتشكيل المجلس وصلاحياته وسبل تفعيله".