تحيي الجزائر ذكرى مجازر 8 ماي 1945، التي تبقى وسمة عار في تاريخ فرنسا الاستعمارية، كما تبقى دليلا على وحشية وجرائم المستعمر، الذي لا يبد أن يعترف ويعتذر عن كل تلك الجرائم في حق الجزائريين. ففي مدينة خراطة التي تعرض سكانها خلال مجازر 8 ماي 1945 للتقتيل والبطش والرمي أحياء من أعلى شعبة "الآخرة " هي اليوم تنظر الى المستقبل بكل أمل ولكن دون أن تنسى لأن جراح تلك المجازر التي ذهب ضحيتها الآلاف من الجزائريين لا تزال تنطق والذكرى الألمية لا تزال راسخة في أذهان كل من عايشوا تلك الأعمال الشنيعة التي نفذتها قوات الاستعمار الفرنسي في حق أناس عزل تواقون الى حرية وطنهم. وان تحل ذكرى هذه المجازر ومدينة خراطة تنظر الى المستقبل وتسعى الى تحسين ظروف معيشة سكانها حيث يتميز البرنامج المسطر هذه السنة بتشغيل شبكات للغاز الطبيعي و تدشين هياكل إدارية جديدة وتقديم أطباق من الحلويات من شأنها استرجاع الثقة و الأمل في مستقبل أفضل الا أن هذا الربيع المزدهر ليس بامكانه محو ذكرى صفحة من صفحات تاريخ الاستعمار الفرنسي المظلم التي حولت حياة سكان هذه المنطقة ذات ماي 1945 الى جحيم حقيقي. وهنا الكل يتذكر كيف عاشت خراطة امتداد أعمال القمع والتقتيل بسطيف والتي طالت المنطقة امتدادا من جبال البابور الى غاية المدن الساحلية و دامت قرابة 15 يوما. وقد ميز هذه الأحداث التنكيل و الابتزاز و التصفية الجسدية بطرق وحشية يعجز الفرد عن تصورها-مثلما يروي من عايشوا يوميات هذه المجازر. و انتهت هذه الأعمال بجمع السكان بشواطئ مالبو و انتشار كل الوسائل الحربية للجيش الاستعماري من دبابات و مدرعات و طيران و سفن حربية بغرض استعراض قوته و تأكيد سيطرته على كل أشكال المقاومة. ووقد تسبب استعراض القوة من طرف الجيش الفرنسي أمام أناس عزل في حدوث عمليات اجهاض لدى العديد من النساء الحوامل فيما تعرض أشخاص آخرون صدمات نفسية قوية نتيجة رؤيتهم تلك المجازر وفارقوا الحياة بسببها. وفي تلك الأحداث تم إطلاق الرصاص بدون تمييز على كل من حاول الفرار. و عشية 22 ماي تمكن آلاف الأشخاص الذين عايشوا هذه الأحداث البشعة من الالتحاق بأكواخهم وهم يعانون من صدمات نفسية قوية لم تشفع لهم. فقد واصلت قوات الاحتلال الفرنسي مضايقة السكان الذين بقوا يتعرضون لكل أنواع الاهانة وطوال سنوات إلى أن اندلعت حرب التحرير الوطني حيث التحق آلاف المواطنين بصفوف الجبهة. ق.و