قال مستشار رئيس الجمهورية المكلف بحقوق الإنسان و مكافحة الإرهاب إن دول، لم يسمها، دفعت ما يصل إلى 150 مليون يورو منذ عام 2003، للجماعات المسلحة بمنطقة الساحل الأفريقي، لتحرير رعاياها من قبضة هذه الجماعات وقال عبد الرزاق بارة مستشار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في برنامج للإذاعة الوطنية أمس، إن هناك دولا لجأت إلى "دفع فديات لتحرير رعاياها من قبضة خاطفيهم من الجماعات الإرهابي بمنطقة الساحل الإفريقي لأسباب خاصة بها، أهمها خوفها من ردة فعل الرأي العام الداخلي" وذكر أن هذه الدول دفعت 150 مليون يورو في شكل فدى منذ عام 2003، "وهو ما يشكل دعما قويا لهذه الجماعات الإرهابية ويزيد من قدرتها على الإزعاج وإلحاق الضرر" وقال بارة: "الإرهاب الجهادي المبني على العقيدة في منطقة الساحل خصوصا، بدأ يتحول إلى إرهاب المخدرات والتهريب بمختلف أنواعه، يقوده تجار المخدرات ومهربي الأسلحة والأشخاص وغيرها من مختلف أشكال الجريمة" وكشف بارة أن الجزائر تعتزم طرح مبادرة جديدة على مستوى الأممالمتحدة قريبا لمواجهة هذا التحول ومكافحته، منوها إلى تقديم بلاده خارطة طريق لقمة مجموعة الثماني المقبلة لمنع دفع الفدي انطلاقا من وثيقة الجزائر "رغم بعض الممانعة من بريطانيا"، على حد قوله. و جدد بارة موقف الجزائر الرامي إلى تجريم دفع الفدية للجماعات الخاطفة لأنها منبع رئيسي لتمويل الإرهاب و تجنيد عناصر جديدة و دفع الأموال للوسائط الذين يستغلون في تقديم الإسناد و المؤن و المعلومات الاستخبارتية عن تحرك الأهداف التي تريد الجماعات الإرهابية تحقيقها. اغتيال رهبان تيبحيرين: "الحقيقة تظهر دائما" ذكر كمال رزاق بارة مستشار لدى رئاسة الجمهورية أن "الحقيقة تظهر دائما" مشيرا إلى شهادات إرهابيين سابقين أكدوا تورطهم المباشر في اغتيال الرهبان الفرنسيين السبعة لتيبحيرين (المدية) سنة 1996. و صرح رزاق بارة الذي حل ضيفا على القناة الثالثة للإذاعة الوطنية أن "الحقيقة تكتشف دائما. وبخصوص هذا العمل الإرهابي المأساوي قيلت أشياء و أحيكت مناورات ضد مؤسسات جزائرية سيما قواتها الأمنية" مؤكدا أن هذا "كشف الحقيقة". و نشرت الاسبوعية الفرنسية ماريان في عددها الأخير شهادات حصرية لإرهابيين سابقين من الجماعة الإسلامية المسلحة أكدوا تورطهم المباشر في اغتيال يوم 21 ماي 1996 سبعة رهبان فرنسيين لتيبحيرين شهرين بعد اختطافهم من كنيسة "سيدة الأطلس" خلال سنوات الإرهاب. و اعتمادا على شريطوثائقي سيبث يوم 23 ماي على القناة الفرنسية "فرانس3" خصصت اليومية صفحتها "الحدث" لهذه المأساة تحت عنوان "الحقيقة حول اغتيال رهبان تيبحيرين" وقعه مارتين غوزلان الذي اعتبر أن هذه الحقيقة هي "معركة قديمة و كفاح آخر". و ذكرت ماريان أن إرهابيي الجماعات الإسلامية المسلحة تبنوا هذه الجريمة في البيان رقم 44 من منشورهم "الأنصار" و لكن من اجل نزع الطابع البربري عن الاسلامويين حاول البعض نسب الاغتيال إلى الجيش الجزائري أو إلى تلاعب لمصالح المخابرات".