دافع رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، عن النظامين التربوي والجامعي المعتمدين في الجزائر، واصفا إياهما بالايجابيين، وقال في خطابه الذي ألقاه بمناسبة تنظيم يوم برلماني حول" مخرجات التعليم والاقتصاد الوطني" الواقع والتحديات، إن نظامنا التربوي والجامعي ليس كله ضعيف و متدني، فهناك أحيانا مواقف إيديولوجية وأخرى ترجع إلى مالا يقال عن لغة التعليم و ثالثة ترجع إلى معايير التصنيف والترتيب للجامعات حسب معايير انغلوسكسونية، لكن هذا لا يعني القول أن هذا النظام قد عرف تطوران واقر ولد خليفة بوجود عزلة و حصار على مؤسسات التكوين المدرسي والجامعي في بلادنا، مذكرا أنها عزلة مصطنعة عن المحيط الاقتصادي و الاجتماعي والثقافي، وهي في بعض الحالات تكاد تتحول إلى ما يشبه الدير الذي يتعاقب عليه القساوسة، وحسب ولد خليفة فان الجماعات ومراكز الحث التابعة لها فان الديباجات المنمقة التي تتصدر مخططات التنمية والتصريحات الرسمية لا تجدها صدى في السياسات المعتمدة، ففي اغلب المشاريع لا تشرك الخبرة الوطنية في التصور والتنفيذ إلا نادرا، وتوكل تلك المهام لمكاتب الدراسات والخبرة العلمية والتكنولوجية وقال ان عدد الجزائريين المؤهلين تأهيلا عاليا أو متوسطا الذين هاجروا في العقدين الأخيرين إلى فرنسا وبلجيكا وكندا وصل إلى 40 ألف، واعتبر هذا الرقم خسارة كبيرة للجزائر التي أرسلت بعثات للتكوين في الخارج ومولتها، واعتبر هجرة الأمخاخ والأدمغة إلى خارج الوطني بالهزة التي تضرب التنمية والاقتصاد، وأورد أن لذلك النزيف أسباب موضوعية وأخرى مصطنعة وأضاف رئيس المجلس الشعبي الوطني يقول إن الشراكة بين العلماء وقطاعات التنمية تقاس حسب معايير تقرير المكتب الإقليمي لبرنامج الأممالمتحدة عن التنافسية بالمؤشرات الثلاثية، وهي القيمة المضافة محليا في المنتوج الصناعي، نسبة التكنولوجيا ذات القيمة العالية في المنتجات المحلية ونسبة الصادرات من المؤشرين السابقين إلى مجموع الصادرات الأخرى، أي من غير المواد الخام، كما أن التنمية الوطنية لا تقاس بالوفرة المالية أو استيراد الخبرة مقابل تصدير المواد الأولية وبرأي ولد خليفة فان نقل العلم والتكنولوجيا لا يتم بطريقة آلية، حيث لابد أن تتوفر الآلية الضرورية للاستيعاب وتساءل في هذا الصدد عن عدد وقيمة الأبحاث المتخصصة في علوم الإنسان والمجتمع للتنظير والتحليل و تفسير التحولات الجارية في الجزائر وداخل مؤسسات البحث العلمي، قائلا، ماذا يحدث في الجنوب وأوضاع المرأة وأسباب تزايد الجنوح بكل أشكاله، واعتبر المنظومة التربوية والجامعية كلها تقع في صميم إشكالية التخلف الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وهي مطالبة بتصميم حاضر ومستقبل مغاير للواقع. م.بوالوارت