هذه الخاطرة التي قراتها بالعدد الماضي من البرنامج ، نشرتها من قبل في الصفحة ، وأعيد نشرها اليوم ... عساكم لا تفارقون عزيزا... . نضج الفراق على درب الرحيلْ... ماعاد الحبُّ يحتمل المزيدْ.. راحات تلك العقارب بساعاتنا تلملم ما تبَقَّى من زمن اللقاء... فاليوم ميلادُ عهدٍ جديدْ... حيثُ لا مكان بعْدُ قد يحصرُ المكانْ... ولا زمانَ قد يسعُ الزمانْ... اليوم ميلاد آخر فصول حكايتنا... عنوانه: " كيف نرغَمُ على النسيانْ "... **** هل تذكُرُ كيف تسللت خيوط الشمس عبر ثقوب النافذة ذلك اليوم ؟... حينها أغمضتُ عينيَّ فقلتَ في ابتسامة ساخرة : " هكذا همُ البشرْ... يخشون النور متى طالت إقامتهم في الظلام " ... ها أنا ذي اليوم أغادر زمن الوصال فتدمع عيناي... أتُراني أعجر عن فتحهما على الحياة بعدك لأن وجودي معك هو أيضا كان يدثره بعض ذلك الظلام... **** لستُ أقوى على السَّيرِ في طرقاتِ المدينةِ وأحيائِها.. بها غربةٌ تُشِعُّ من كل أنحائها... كأن في رحيلِكَ عنها إعلانٌ لمنفايْ... شوارعُها تُندِّدُ بِسَيْري وخُطايْ... ترفضُني وأنا ابنتُها ... وحدُودُها حُلُمي ورؤيايْ.. تطردُني منْ أرضها ...من جوِّها ... نسيمُها يخنقني ... كَيَدٍ تمتدُّ حول أنفاسي لتسلبُني مَحْيايْ... **** نضج الفراقْ... وبخاطري قمرُ النسيانْ بعد لم يصِر بدراَ... يُغتال في التعذيب عمري ... حتى إذا أزِف الرحيلُ نِكَايةً أهدتنيَ الأشواقُ عُمراَ... وأقولُ للحزن مشوِّهاً وجه صبريَ الجميل : " واصِل عَدَّ الجراحِ ...نصابُها بعد لمَّا يكتمِل" وكَمَارِقٍ من سُلطةِ الأقدار يخون عهدَ الصمتِ صوتي فيقول جهرَا... "ما بيدي أحْبَبتْ ... ما بيدي فارقتْ ... فهل بيدي جرحي سيبرا ؟؟..." ****