تكون قيادات فاعلة في حزب جبهة التحرير الوطني من أعضاء المكتب السياسي وبعض الأعضاء الفاعلين من "التقويمية" ووزراء الحزب قد أجمعت على ضرورة إيجاد مخرج عاجل للأزمة التي لازال الحزب العتيد يعيشها منذ أزيد من ثمانية شهور. وأكدت مصادر من بيت العتيد أن إشارات واضحة تكون قد وصلت القيادات المؤقتة للحزب في هذا الشأن، وأضافت أن الفترة القادمة والتي لا تتجاوز الأسبوعين قد تعرف انفراجا للأزمة بعد الضوء الأخضر من الجهات النافذة في السلطة، وذلك بضرورة عقد اللجنة المركزية لانتخاب قيادة جديدة، على أن لا تتعدى آجال عقد الدورة الأسبوعين القادمين بعد عيد الفطر المبارك. وكشفت ذات المصادر أنه من المنتظر أن يلتقي أعضاء فاعلون من اللجنة المركزية الأسبوع المقبل بمقر الحزب بحيدرة، وذلك فى إطار مشاورات تهدف إلى تنسيق قيادة جماعية تمثل مختلف أجنحة الحزب وذلك بغرض الحد من حجم الانقسام داخل الحزب نظرا لإستحالة انتخاب أمين عام فى ظل انقسام فى صفوف الحزب، بالإضافة إلى التحضير لمؤتمر يهدف إلى إعادة هيكلة الحزب استعدادا للانتخابات الرئاسية المقبلة. وفندت في هذا السياق صحة ما يتردد في أروقة "الجهاز " صحة الأرقام التى تم الإعلان عنها بخصوص جمع التوقيعات لعقد الدورة أو لإعداد لائحة تسلم لوزير الداخلية والجماعات المحلية للحصول على ترخيص لعقد هذه الدورة والتي تكون قد قادتها جماعة عليوي الداعم لترشح رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق عمار سعيداني، بحجة وجود أموات ضمن قائمة الموقعين البالغ عددهم 214 عضوا، في حين كانت قائمة أخرى لأنصار الأمين العام السابق للحزب عبد العزيز بلخادم قد بلغت 190 توقيعا من أعضاء اللجنة المركزية.، وأشارت ذات المصادر أنه من المقرر أن تضم القيادة الجماعية حوالى 17 عضوا لتمثيل مختلف أجنحة الحزب داخل اللجنة المركزية للعمل على توحيد صفوف الحزب استعدادا للانتخابات الرئاسية، وإعادة هيكلة القواعد التى طالها الانقسام بعد سحب الثقة من الأمين العام السابق، وفشل كل المحاولات التى كانت تهدف إلى تجاوز هذا الانقسام وانتخاب قيادة جديدة، كما يأتي هذا السيناريو المتوافق عليه ليكون ثاني حالة بعد الذي عاشتها جبهة القوى الإشتراكية عقب إعتزال الدا الحسين. وكانت تداعيات استمرار شغور منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بادية على واقع الحياة السياسية في البلاد، وعلى أداء الحزب ومشاركته في إثراء النقاش السياسي الحاصل هناك، وإبداء مواقفه من قضايا سياسية هامة، بالنظر إلى أهمية الحزب ومكانته السياسية، باعتباره صاحب الأغلبية البرلمانية والحكومية من طليعة الأحزاب السياسية التي تصنع المشهد السياسي في الجزائر.