خرج نهاية الأسبوع الفارط ، العشرات من سكان حي 118 مسكن تساهمي بالطريق البيضاء بوسط مدينة تيارت من أجل رفع الأوحال و السماح للمواطنين بالخروج و الدخول إلى منازلهم عقب التساقطات المطرية التي شهدتها مدينة تيارت أول أمس . مطالبين بضرورة التدخل العاجل للسلطات المحلية و الولائية و بالأخص لوالي ولاية تيارت . علما أن الحي أنشأ من سنة 2000 بعد تسليم مشروع 118 مسكن تساهمي و هو اليوم يعاني من عدة نقائص أهمها انعدام الكهرباء المنزلية و الغاز الطبيعي ما عدا توفر خدمة المياه الصالحة للشرب . إذ لم يعرف الحي أي بوادر للتهيئة سواءا بما تعلق بالطرقات أو العمارات التي أصبحت عرضة للتآكل و القدم نتيجة الإهمال المتعمد . و لدى زيارتنا الميدانية للحي السكني , لاحظنا التدهور الكبير في المجال البيئي , فسكان الحي لا يجدوا أي وسائل لجمع نفاياتهم حتى أنها أصبحت تغزوا الحي و بكل الأمكنة , مما ينجر عنها أمراض خطيرة و حساسية لدى الأطفال بفعل الروائح الكريهة المنبعثة منها ، هذا دون أن تتدخل مصالح بلدية تيارت من أجل رفع القمامات بحجج أن عدد المركبات لا يفي بالغرض, و لايمكن تغطية مدينة تيارت بأكملها . لتبقى معانات سكان هذه الأحياء قائمة لغاية اليوم . و ما زاد الطين بلة هي تلك التسربات المائية التي زادت من تعفن الوضع و أصبحت تنذر بالخطر , و هذا أيضا دون تدخل السلطات البلدية ، لما ستنجر عنها من مساوئ و أخطار يمكن أن تصيب سكان الحي . و يعاني سكان الحي المذكور من تصدعات على مستوى تلك العمارات التي مضى عليها أكثر من 12 سنة دون أن يتم طلائها و هي العملية التي تتحملها مؤسسة ( afcot ) كون أنها المؤسسة التي أشرفت على إنجازها و تم توزيعها في إطار السكن التساهمي لكن دون تسوية وضعية سكان المشروع من قرارات الملكية رغم دفعهم لجميع المستحقات المالية على دفعات . و كان دعم الدولة بحوالي 30 مليون سنتيم سنة 2000 و 50 مليون سنتيم سنة 2003 لكن يبقى تسوية عقود الملكية الانشغال الأكبر لهؤلاء . مطالبين بالتدخل العاجل لكل السلطات المحلية و على رأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي و كذا مدير وكالة أفي كوت من أجل تسوية وضعية السكان بحي 118 مسكن تساهمي . كما طالبوا والي ولاية تيارت بالقيام بزيارة رسمية لحيهم للوقوف على الواقع المعيشي الصعب رغم الأموال الطائلة التي خصصتها الدولة لتطوير الحياة المعيشية لمواطنيها . هذا و قد طالب سكان عمارات 118 مسكن ( تساهمي ) المتواجد على مستوى حي الطريق البيضاء بوسط مدينة تيارت بضرورة تهيئة الحي و تخصيص مشاريع لاستكمال التهيئة من طرقات و أرصفة و حتى لإنجاز مساحات خضراء و مساحات للعب الأطفال . كون أن أطفالهم أصبحوا يلعبون بالقاذورات المترامية على أطراف الحي ، مما قد يتسبب لهم في جروح و أمراض خطيرة , حتى أن بعض الأطفال يعانون من الحساسية نتيجة تردي الوضع بالحي المذكور , فضلا عن تعرضهم للأوساخ أثناء لعبهم بسبب المياه الراكدة و الأوحال التي تتشكل شتاءا من التساقطات المطرية و في فترات الصيف بسبب التسربات المائية من قنوات الصرف الصحي . حتى أن بعض الأطفال يفضلون اللعب بالقرب من الطرقات مما يشكل أيضا خطرا على حياتهم بفعل مرور السيارات و تدهور حالة الطريق . لكن الشيء الذي بات يمثل مصدر قلق للسكان هو تلك التسربات المائية لقنوات الصرف ، بعدما تشكلت منها مجمعات مائية عشعشت بها بعض الحشرات السامة ، الزاحفة منها و الطائرة و خاصة مع تواجد الباعوض بشكل رهيب نغّص من الحياة المعيشية للسكان ،الذين أبدو انزعاجهم اليومي من الروائح الكريهة وتوافد الكلاب المتشردة التي باتت أيضا تشكل مصدر قلق لأولياء الأطفال و خاصة منهم التلاميذ . ليبقى خطر تعرضهم لعضات الكلاب المتشردة أمرا واردا بفعل انتشارها . فيما تنتشر الجرذان بشكل ملفت للنظر بسبب التشققات و التصدعات التي طالت شبكات الصرف الصحي و اختفاء البالوعات مساهمة في انتشارها بشكل مخيف ليلا . إذ وجب على سكان الحي حماية منازلهم من أي تسلل للجذران و هذا حفاظا على صحة أطفالهم من أي عضات سامة قد تودي بحياتهم . و طالب السكان بزيارة ميدانية لمكتب الوقاية ببلدية تيارت لتخصيص أيام لإبادة الحشرات الضارة و الجرذان و الكلاب المتشردة في آن واحد لأمن و سلامة سكان الحي.