نظمت نهاية الأسبوع المنصرم جامعة المدية محاضرة للبروفسور"يوسف كمال تومي" ابن مدينة قصر البوخاري ،وهذا بدعوة من والي ولاية المدية "إبراهيم مراد" ،المحاصرة كانت بعنوان "تحديات انبثاث المعرفة والتحويل التكنولوجي" . وفي مستهل المحاضرة عرّج البروفسور تومي على محطات من حياته وعن تحصيله العلمي والبحثي انطلاقا من مرجل طفولته إلى لحظته الابتكارية الحالية، ليعطي فيما بعد بعدا نظريا وعمليا للمعرفة مشيرا إلى أنّ "المعرفة استقلت عن مفهومها الكلاسيكي الذي يجعل منها مجموعة من المعاني أو المفاهيم أو المعتقدات أو التصورات الفكرية التي تتكوّن لدى الإنسان نتيجة لمحاولاته المتكررة لتحليل وفهم الظواهر والأشياء المحيطة به، إلى امتلاك صورة خاصة معيّنة من القدرة على تصميم شيء ما مهما كانت قيمته. بحيث يجب أن يكون مشروطا بالمبادرة الذّاتية للفرد" أي المعرفة التي تتحوّل من التحليل إلى التصميم. كما نبّه إلى أي نوع من المعرفة يجب أن تتحلى به الدول السائرة في النمو وامتلاك التكنولوجيا إذ يرى "أن الابتكار المستحدث هو ذاك الذي يعطي لأي دولة الكفاءة والقدرة على بعث اقتصاد مبني على المعرفة". وفي ذات السياق تطرق البروفيسور تومي إلى موضوع التحويل التكنولوجي على أساس الشراكة بين الدول والجامعات والشركات في العالم مقدّماً بذلك إحصائية وأرقام انطلاقا من سنة 1992 إلى غاية 2009 عبر مختلف قارات العالم. وفي نفس السّياق دعا جمهور القاعة من أساتذة وطلبة إلى "زيادة الوعي بالمعرفة والتحدّيات التي تحيط به، وبزيادة الوعي كذلك بالأفاق الجديدة التي تنتظر الشاب الجزائري في كل المجالات"، كما أشار إلى "العمل بجدية في التنسيق والتكامل بين قدرات الشباب وإمكاناته حسب حاجة المجتمع للتنمية والتغيير، وتحول الباحث من مستهلك للمادة المعرفية كمحلل إلى مستهلك للمادة المعرفية كمبتكر". وفي الخاتم تمّ تكريم البروفيسور من قبل والي ولاية المدية وجامعة الدكتور يحيى فارس بهديتين رمزيتين من التحف الفنية المبتكرة بأنامل فناني ولاية المدية، ليختم اللقاء بتقديم مجموعة من الوصايا والنصائح للطلبة الجامعيين وقراءة الفاتحة من قبله. للتذكير ولد "كمال يوسف تومي" بمدينة قصر البخاري بولاية المدية، زاول دراسته الابتدائية بأحد مدارس مسقط رأسه، وبعد تحصله على شهادة البكالوريا استفاد من بعثة علمية على نفقة الدولة الجزائرية بالولايات المتحدةالأمريكية ليحوز على شهادة في الهندسة الميكانيكية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا التي انضم إليها في عام 1985. بعدها تدرج في الدراسات العليا ليتحصل على درجة متقدمة في الهندسة الميكانيكية من نفس المعهد ودرجة شهادة الجامعية في الهندسة الميكانيكية من جامعة سينسيناتي. وتركزت أبحاث البروفيسور يوسف التومي في المقام الأوّل على نظرية التصميم والتحكم وتطبيقاتها في الأنظمة الديناميكية. ومما يعرف عنه أنَّ طوال فترة بحثه سعى للحفاظ على التوازن بين الجوانب النظرية والتطبيقات العملية، واستغلت ملكاته العلمية من قبل كبرى الشركات العالمية فشغل منصب مستشار لشركة إيدو، وشركة فاريان شعبة الإشعاع، وشركة أكزيام Axiam، وشركة جيليت، والوكالة الوطنية للتكنولوجيا، ومركز تنمية التكنولوجيا في فنلندا... يقوم حاليا بتقديم دورات في مجالات الأنظمة الديناميكية، والنمذجة والمحاكاة، والضوابط، والروبوتات والميكاترونيك ودقة تصميم الجهاز، والتحليل والضوابط، ويشرف على مجموعة واسعة من الدراسات العليا، كما له أكثر من 80 بحث نشرت عبر أهم المجلات العلمية، ودعي إلى أكثر من 60 حلقة دراسية في الجامعات والشركات عبر أنحاء العالم.